الخميس, 25 تشرين1/أكتوير 2012 14:58

التكامل بين مفهوم القيادة والإدارة

كتبه  موقع بوابة الأسهم
قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

 يقع الكثير
من الخلط بين مفهوم
القيادة ومفهوم الإدارة أو قد
يعتقد البعض أن المدير هو القائد
ويعتبرونهما مسميان لشخص واحد، ذلك
الخلط يأتي من أنهما يبدوان من الوهلة الأولى أنهما
شئ واحد، حيث إن المدير والقائد كل منهما يسعى بقيادته
أو بإدارته إلى تحقيق الأهداف التي قد حددت له أو رسمت له
سلفاً، لكن الواقع يختلف تماماً في اعتبار المدير والقائد
شخصية واحدة فيمكن القول أن كل قائد مدير وليس كل مدير قائداً.


فالمدير هو الشخص الذي تكون إدارته للتنظيم مبنية على ما يتمتع به من سلطات، أما القائد فهو الذي تكون قيادته للتنظيم بناء على ما يتمتع به من صفات قيادية. ومتى توفرت في شخصية القائد السلطات الرسمية إضافة إلى ما يتمتع به من صفات قيادية تمكنه من التأثير على سلوك الآخرين أصبح مديراً فعلياً لهذا التنظيم أو أصبح قائداً له قدرات القائد. ويرى هوايت أن القيادة تعني (قوة التأثير في الآخرين ودفعهم إلى تنفيذ القرارات)، وهو بذلك يفرق بين الإدارة القائمة على أساس السلطة وبين القيادة التي تقوم على أساس إقتناع المرؤوسين واتباعهم لتعليمات وتوجيهات القائد بدون استخدام قوة السلطة أو التخويف أو التهديد باستخدامها. فالمدير هو الذي يحتل منصباً إدارياً بقرار من الإدارة العليا وهذا المنصب يعطيه السلطة والصلاحية المكتوبة والمنصوص عليها في توصيف وظيفته. وهكذا تختلف القيادة عن الإدارة اختلافاً جوهرياً، حيث يعتمد المدير على ما في يده من سلطات في ممارسة وظيفته اعتماداً كلياً، بينما القيادة تعد قدرات طبيعية كامنة في شخص القائد فهو لا يعتمد على السلطة في إدارته لمجموعة مرءوسيه وينظر إلى سلطة الجزاء كإحدى الأدوات الثانوية التي قد يلجأ إليها عند الضرورة.

مفهوم الإدارة
في العصر الحديث



أصبحت الإدارة في القرن العشرين علماً منظماً له أصوله وقواعده. وقد رأينا في العرض السابق أن البشرية قد عرفت النشاط الإداري منذ فجر التاريخ في الحضارات القديمة، ولذلك فإن بعض المفاهيم الإدارية الحديثة لها جذور تعود في تاريخها إلى الإدارات القديمة، ولقد ظهرت النظريات الحديثة في الثلاثينات من هذا القرن، ولقد أثر ذلك على تنمية وتحسين دور القيادة حيث ركزت هذه النظريات على دور العنصر البشري الذي يعد محور العملية الإدارية كما ركزت الدراسات الحديثة على عمليات القيادة والاتصالات والحوافز وعمليات اتخاذ القرار، كما أدت هذه الدراسات والنظريات إلى تغير في مفهوم السلطة الإدارية، حيث أصبح نجاح القيادات الإدارية في ظل الظروف الجديدة يتطلب قدرات ومهارات متباينة لإدارة العاملين وإقامة علاقات إنسانية معهم بعد أن كانت مقدرة الرئيس الإداري تنبع من مركزه الوظيفي وسلطته الشرعية والسلطة المخولة إليه، وسوف يتناول الباحث باختصار أهم النظريات الحديثة في الإدارة.
@ نظرية العلاقات الإنسانية (HUMAN REALATION) تعتمد هذه النظرية في تحليلها للإدارة على أن العلاقات الإنسانية بين العاملين في التنظيم هي الأساس الذي يجب أن ترتكز عليه الإدارة وتهتم بإشباع حاجة المرؤوسين النفسية والاجتماعية مما يحفزهم على تقديم إنتاجية عالية، وتؤكد على أن الاهتمام بالعلاقات الإنسانية في مجال الإدارة يمثل أحد المقومات الأساسية لنجاح القادة الإداريين. ومن هنا ارتبطت العلاقات الإنسانية بالقيادة الإدارية وأصبحت من السمات البارزة للإدارة الحديثة.
@ نظرية التنظيم الاجتماعي (SOCIAL ORGANIZATION THEORY) تصور هذه النظرية التنظيم الإداري على أنه تنظيم اجتماعي حيث يتكون من مجموعة من الأفراد مجتمعين، يتعاونون مستخدمين موارد بشرية ومادية وطبيعية لتحقيق أهداف شخصية أو اجتماعية بواسطة سلوك منظم، يكفل أهداف التنظيم وأهداف العاملين فيه. وترى هذه النظرية أن مشكلة التنظيم الإداري تكمن في كيفية جعل المجموعة من الأفراد المختلفين في القدرات يتعاونون في نشاط مشترك لتحقيق أهداف التنظيم وتحقيق رضاهم في نفس الوقت، وأن حل هذه المشكلة منوط بقيادتهم الإدارية، ومن هنا يتبين أهمية دور القيادة في الإدارة وصعوبته ويركز محللو هذه النظرية على استخدام أسلوب قيادي يعتمد على توفير الإحساس لدى الفرد العامل بالاطمئنان والاستقرار في العمل وإتاحة المجال على زيادة وتنمية قدراته في العمل، كما لا بد أن تنظر الإدارة إلى المرؤوس على أنه كائن إنساني وليس ترساً في ماكينة، بحيث ينظر المرؤوس إلى مديره على أنه صديق متعاون وعطوف وحازم دون اللجوء إلى التهديد باستخدام الجزاء، كما تؤكد هذه النظرية على عدل المدير القائد في معاملته لمرؤوسيه والثقة فيهم.
@ نظرية التوازن التنظيمي (ORGANIZATION EQUILIBRIUM THEORY) تقوم هذه النظرية على مشاركة أعضاء التنظيم الإداري في اتخاذ القرار، وأن بقاء التنظيم واستمراره يقتضي توفر أمرين هما: الكفاءة والفاعلية وأن حيوية التنظيم وفاعليته تكمن في رغبة أفراده في المساهمة بجهودهم في نشاطه، وأن على التنظيم الإداري أن يعمل على إيجاد المشجعات الكافية لإحداث التعاون والمساهمة المطلوبة من الأفراد، وهي قائمة على المساهمات التي يقدمها الفرد في التنظيم والمغريات التي يحصل عليها، ذلك لأن الفرد يستمر في تقديم خدماته ومساهمته للتنظيم طالما أن المغريات التي تقدم له تعادل أو تزيد على قيمة المساهمات التي يقدمها.

التعريفات الحديثة للإدارة



هناك عدة تعريفات للإدارة مثل (أنها توفر نوعاً من التعاون والتنسيق بين الجهود البشرية المختلفة من أجل تحقيق هدف معين). كما تعرف على أنها (تنظيم وتوجيه الموارد الإنسانية والمادية لتحقيق الأهداف المرغوبة). وغالباً ما تستخدم الكلمة الإنجليزية(MANAGMENT) لتدل على الإدارة أو كلمة (ADMINISTRATION)، وتعرف الإدارة أيضاً على أنها (إنجاز الأعمال أو الترتيب المناسب للنشاطات الجماعية للبشر) كما تعرف الإدارة أيضاً على أنها (عملية يمكن بها تحديد أهداف المنظمة ورسم الخطط الكفيلة، بتحقيق تلك الأهداف والعمل على تنفيذ تلك الخطط). ومن مجمل التعاريف للإدارة يمكن أن نستخلص أن الإدارة ترتبط بمجموعة من الناس وهي تنشأ وتسعى لتحقيق أهداف معينة وأن اتخاذ القرار هو أساس الإدارة وأن الإدارة تعتمد على موارد مادية وهذه الموارد يمكن استخدامها بأفضل الطرق وهي عملية توجيه لطاقات الأفراد وجهودهم، وهي لا تتم بمعزل عن هؤلاء الأفراد، كما أنه يتضح من جملة التعاريف والنظريات السابقة أن المدير هو الذي يمارس سلطة توجيه وتنسيق العمل الذي يبذله مرءوسيه. وفي ضوء هذه التعريفات وما سبق ذكره في الفصل الأول من هذه الأطروحة يمكن توضيح الفروق بين مفهوم الإدارة ومفهوم القيادة في الفقرات التالية.

الفرق بين مفهوم الإدارة ومفهوم القيادة



يمكن توضيح الفرق بين الإدارة والقيادة في التالي:
(أ) تشير مصطلحات الإدارة على أنها تعني السياسات والإجراءات والبناء التنظيمي في حين أن القيادة تعني بالعلاقات الشخصية بين الرؤساء والمرؤوسين.
(ب) تختص الإدارة بالجوانب الفنية وتختص القيادة بالجوانب الإنسانية.
(ج) تشير الإدارة إلى عملية توجيه الأشخاص واستخدام الإمكانات المتاحة لإنجاز أهداف المنظمة في حين أن القيادة تقتصر على عملية توجيه الناس من خلال أساليب معينة لتحقيق هذه الأهداف.
(د) المدير هو الشخص الذي يشغل مركزاً مرموقاً من مراكز المسئولية في التنظيم ويسعى إلى تحقيق الأهداف عن طريق مرؤوسيه، أما القائد فهو الشخص الذي يشغل أو لا يشغل مركزاً من مراكز المسئولية ولكنه تتوفر فيه المقدرة على التأثير في سلوك الغير وقيادتهم نحو الأهداف المشتركة.
(ه) الإدارة هي تحديد الأهداف والسياسات العليا، أما القيادة فهي الإشراف على من يقومون بتنفيذ هذه الأهداف والسياسات.
(و) يعتمد المدير في عمله على العلم وتخطيط الإجراءات وتحديد الهدف ورسم السياسات التي يسير عليها العاملون، أما القائد فيعتمد في عمله على قدرة التأثير على مرءوسيه وتحفيزهم على القيام بأعمالهم وهم راضون عنها فيقومون بتنفيذ أوامره بدون تردد.
(ز) يستمد المدير سلطاته من اللوائح والقوانين المنظمة للعمل بينما يعتمد القائد في قوة تأثيره على المرؤوسين على قوة شخصيته واقتناعهم به وحبهم له.
(ح) تنبع القيادة من الجماعة ويشعر الأعضاء بالحاجة إليها، أما الإدارة فهي تستمد سلطاتها من خارج الجماعة لأنها تتم بواسطة التعيين.
(ط) لا توجد مشاعر وأحاسيس بين المدير والمرؤوسين في النمط الإداري حيث يؤدي المرؤوسون أعمالهم تحت سيف اللوائح والقوانين الصارمة ولا يستطيعون المخالفة خوفاً من العقاب، بينما في النمط القيادي يتبادل القادة والمرؤوسين مشاعر الحب والولاء ويؤدون أعمالهم دون خوف من عقاب بل عن قناعة ورضى.
(ي) يهتم المدير بتحقيق أهداف المنظمة دون النظر إلى المصالح الشخصية لمرءوسيه حيث يتحكم فيهم حسب رغباته ومصلحته الشخصية، أما القائد فهو لا يسعى إلى تحقيق رغباته الخاصة أو التحكم في مصالحهم بل يحثهم ويساعدهم على تحقيق أهدافهم المشتركة كما يلتزم القائد بالقيم والمعايير الإنسانية في تعامله معهم.
(ك) في النمط القيادي يشترك المرؤوسين مع القائد في صنع القرار، أما المدير فهو لا يشرك مرؤوسيه ويصدر أوامره وتعليماته بدون تفويض للسلطة فهو لا يثق بمرءوسيه دائم الشك فيهم.
(ل) في النمط القيادي يشعر المرؤوسون بأهميتهم لنجاح العمل وبالتالي تحقيق الأهداف أما في النمط الإداري لا يلقي المدير للمرؤوسين بالاً وكأنهم غير مهمين لمتطلبات العمل.
(م) في النمط القيادي يهتم القائد بتحقيق أهداف العمل والعاملين على حد سواء، أما في النمط الإداري فالمدير يهمه تحقيق أهداف العمل ولو على حساب أهداف العاملين التي تعتبر أهداف ثانوية بالنسبة لهم.
(ن) في النمط القيادي يكون المرؤوسون مقتنعين بالأسلوب الذي ينتهجه القائد، أما في النمط الإداري فقد لا يرضى المرؤوسون عن أسلوب إدارة المدير لهم وإنما ينفذون أوامره خوفاً من سلطاته.

التكامل بين مفهوم القيادة ومفهوم الإدارة



عندما تجتمع القيادة والإدارة في شخص واحد أي أن يمارس المدير الذي بيده السلطة وظيفته معتمداً على قوة التأثير في الجماعة وحفزهم وإقناعهم لتحقيق الأهداف تاركاً السلطة الرسمية، معتمداً على الطاعة التي تنبع من الجماعة التي يديرها. فهو بذلك يصبح مديراً قيادياً حيث يتخذ من تحقيق هدف المنظمة عاملاً مشتركاً لهم جميعاً، وهنا يمكن أن نطلق عليه المدير القائد أو نطلق على الإدارة القيادة الإدارية.
فنجاح الإدارة وفعاليتها يعتمد بصفة أساسية على ما تتمتع به شخصية المدير القائد من سمات شخصية وقدرات ومهارات، ولقد اتجهت الجهود في العصر الحديث إلى وضع معايير ثابتة يمكن في ضوئها اختيار القادة الإداريين الذين يمكنهم القيام بوظائفهم القيادية بكفاءة، ولهذا أسهمت الدراسات المتعددة في إثراء موضوع القيادة الإدارية واختلفت الآراء من دراسة إلى أخرى ومن موقف إلى موقف وكان ذلك يتواكب مع التطور التقني وما أدى إليه هذا التطور في تطوير مفهوم الإدارة الحديثة. ويمكن توضيح الأبعاد التي تخضع لها القيادة في ظل الوظيفة الإدارية المنوطة بها في الآتي:
(أ) البعد الوظيفي: يكون الموقع الرئيسي للقيادة هو محور السلوك القيادي حيث يستخدم القائد في هذا الموقع الرسمي القيادة الممنوحة له في إدارة مرؤوسيه دون الاعتماد بالدرجة الأولى على الإقناع أو مميزاته الشخصية، فالقائد من هذا النظور يستخدم موقعه الوظيفي لفرض سلطته الشخصية بأسلوب متشدد لتنفيذ المهام.
(ب) بعد المميزات الشخصية: حاولت كثير من الدراسات أن تتعرف على المميزات والصفات الشخصية التي تؤهل الأشخاص لمنصب القيادة الإدارية لتكون قيادة ناجحة. وتتمثل هذه المزايا في شخصية القائد، المميزات الجسدية والقدرة العقلية والذكاء، القدرة على التحكم واتخاذ القرار السريع، المهارات اللفظية، التحصيل، تحمل المسئولية، المشاركة والتفاعل مع الآخرين، التكيف مع الظروف والمواقف المختلفة، المرونة، التقبل للواقع والتفاعل معه.
(ج) البعد السلوكي : يؤكد هذا البعد على تصنيفات لسلوك القادة، فعلى سبيل المثال هناك القائد الديكتاتوري، والقائد الديمقراطي، فالقائد الديكتاتوري هو الذي يحدد المهام ويتخذ القرار بنفسه دون إبداء رأي من أحد، وهو الذي يحدد الأدوار والمهام والطريق لتحقيق الأهداف، بينما القائد الديمقراطي هو الذي يسمح للمرؤوسين بدرجة حرية عالية في مناقشة الأهداف والوسائل ويفوض الآخرين في اتخاذ القرار.

مزايا استخدام
الأسلوب القيادي في الإدارة



(أ) قدرة الإدارة على تحقيق أهداف التنظيم بإنجاز الأفراد ما يوكل إليهم من أعمال بأعلى كفاءة وفي أقل وقت وبأقل خسائر.
(ب) استخدام الأسلوب القيادي في الإدارة يجنب المنشأة الدخول في مشاكل وقضايا مع العاملين تستنزف الوقت والمجهود.(ج) يمكن استخدام النمط القيادي في إدارة المنشأة لتحقيق أهداف العاملين وإشباع حاجاتهم المادية والمعنوية مما ينعكس إيجاباً على أدائهم وبالتالي نجاح الإدارة في تحقيق أهداف المنشأة.
(د) إذا استخدم المدير الأسلوب القيادي في إدارته سيتمكن من تحقيق أهدافه التي يشترك فيها مع الجماعة.
(ه) استخدام النمط القيادي في الإدارة يؤدي إلى رفع الحالة المعنوية لدى المرؤوسين وإفساح المجال لهم لإطلاق العنان إلى ملكاتهم لإبتكار عوامل تطوير الإنتاج وطرق أداء العمل بشكل يحقق الاستخدام الأمثل للمعدات.
(و) اختيار المدير على أساس توافر الصفات القيادية في شخصيته بالإضافة إلى القيم التي لديه وأخلاقياته يؤدي إلى تعلم المرؤوسين القيم والأخلاق الحميدة وبالتالي ينعكس على سلامة المنشأة وعدم الاستهانة من قبل المرؤوسين بأمن وسلامة المنشأة.
(ز) اختيار المديرين على أساس النمط القيادي يؤدي إلى نشوء جيل من القادة الصغار الذين يمكنهم تولى المسئولية في المستقبل فلا تتأثر المنشأة بغياب المدير أو خروجه من الخدمة.
(ح) المدير الذي يتبع النمط القيادي تكون لديه الفاعلية في اتخاذ القرار بين البدائل المتاحة بما يحقق عائد أقصى باستخدام الموارد المتاحة.
(ط) يعتمد نجاح الإدارة بالأهداف على اشتراك القائد والمرؤوسين معاً في وضع الأهداف مما يجعل المرؤوسين أكثر تجاوباً مع هذه الأهداف ويحفزهم بالتالي على تحقيقها.

 

 

المصدر : www.arabstockinfo.com

 

 

 

إقرأ 10227 مرات آخر تعديل على الإثنين, 01 شباط/فبراير 2016 22:42
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed