حالة من الغضب والرفض لما يحدث يتم التعبير عنها بوسائل مختلفة منها الواضح كالاحتجاج والتظاهر ومنها الخفي كالمعاناة النفسية والسلبية التي تنعكس على العلاقات الاجتماعية بين الناس والأداء في العمل .
شعور عام بالظلم وغياب العدالة وافتقاد الشرعية حيث يسود منطق القوة والبلطجة في الواقع العالمي بما يؤدي إلى افتقاد شعور الأمن الفردي والجماعي .
يصاحب ذلك حالة من الخوف والترقب والقلق على سير الأحداث وتوقعات المستقبل على المستوى الجماعي والفردي، وينعكس ذلك على السلوك الخاص والعام بحالة من الحيرة والارتباك قد تفقد البعض الاتزان النفسي بما يؤثر على إيقاع الحياة المعتاد .
ومن موقعي كطبيب نفسي أستطيع التنبيه إلى خطورة الوضع النفسي الحالي بما يفوق كثيراً الآثار الأخرى المترتبة
علي الحرب من خسائر بشرية .. في صورة قتلى وجرحى، وآثار مادية ناجمة عن الدمار الهائل في الممتلكات والبيئة.
ومنالمؤشرات الخطيرة على الآثار النفسية السلبية الواسعة للحرب الحالية ما نتوقعه من زيادة هائلة في انتشار الاضطرابات النفسية على المستوي الفردي في صورة أمراض القلق والتوتر والاكتئاب النفسي ، وكذلك الظواهر الجماعية مثل الإحباط العام والخوف الجماعي ، وكذلك الحالات التي يطلق عليها في الطب النفسي اختصاراً PTSD ( اضطراب الشدة عقب الصدمة ) والتي ترتبط بالضغوط والكرب المصاحب للصدمات النفسية ، وقد تؤدي هذه الآثار إلى حالات من العجز الكامل لقطاعات كبيرة من الذين يتأثرون بظروف الحرب أو بمشاهد القتال الأليمة في مختلف الأنحاء بصورة متفاوتة.
وإذا تحدثنا عن تصور للمواجهة أو الحل فإنني هنا أطرح ما يلي :
- ضرورة مواجهة الحرب النفسية التي تتمثل في بث أخبار وإشاعات تؤثرعلى الروح المعنوية وتحاول تبرير الوضع
الراهن والدفع إلى قبوله والاستسلام له .
- لم يعد هناك سبيل إلى تجاهل الوضع الراهن من جانب كل الفئات خصوصاً الشباب الذي انشغل عن القضايا الوطنية
والقومية وغاب عنها لوقت طويل .
- لابد من وقفة مع النفس يستعيد فيها الجميع الوعي ، ويعبرون عن الغضب والرفض بأسلوب ملائم تكون أهم عناصرهالتصميم على التغيير والإصلاح والمواجهة ، وإعادة أصل وقيم الكرامة والإيجابية مع رفض التعود على المشهد بمايحمله من تهديد لكياننا النفسي ومستقبلنا.
وفي النهاية أستطيع التأكيد على أن هذا الوضع الراهن ستكون له الكثير من الآثار والتداعيات النفسية ليس في العراق أو المنطقة العربية فحسب بل في كثير من أنحاء العالم ربما تمتد إلى سنوات طويلة قادمة .
المصدر : www.hayatnafs.com