طباعة هذه الصفحة
الإثنين, 11 شباط/فبراير 2013 20:21

تحديد الموقف الإستراتيجي

كتبه  فريد منَّاع
قييم هذا الموضوع
(4 أصوات)

قد تلجأ بعض المشروعات إلى تحليل البيئة المحيطة بها؛ للتعرف على الفرص المتاحة والتهديدات التي تواجه المشروع، وإلى تحليل نقاط الضعف والقوة لديها، وهنا ينقصها التعرف على كيفية التوصل إلى إستراتيجيات التحرك المستقبلية، والمشروعات والمديرون الذين لديهم الخبرة العملية في مثل هذه المجالات، يقفون عاجزين عن دمج التحليلات في إطار واحد، يساعدهم في الخروج بدلالات ومعانٍ في كيفية وضع الإستراتيجيات المناسبة لحركة المشروع في المستقبل.

وفي هذا الصدد، سوف نهتم بكيفية الاستفادة من كلٍّ من تقييم البيئة الخارجية وتقييم الأداء الداخلي، ويتم هذا الإطار في دمجهما معًا في تحليل واحد؛ مما يساعدك على أن تكون منطقيًّا في تفكيرك، وذلك على اعتبار أن التخطيط الإستراتيجي هو نوع من التفكير العقلي المنطقي، بل يمكنك أن تستخدم نفس أسلوب التحليل ومكوناته في التفكير إستراتيجيًّا في مشكلاتك الحياتية القوية، ونحن ننصحك وأنت تقرأ هذا المقال أن تقرأه في محاولة للاستفادة الشخصية.

وببساطة أنت تستطيع أن تحدد موقفك، وأن تحدد تحركك الإستراتيجي بشكل عام، وذلك من خلال تعظيم واستغلال الفرص المتاحة أمامك في البيئة واستخدامها للتفوق أو للعلاج، وللقضاء على أي مشاكل أو تهديدات أو نقاط ضعف تواجهك، كما أن التحليل المزدوج يساعدك على استغلال نقاط القوة لديك، وهي التي ستمكنك من اقتناص الفرص  المتاحة، وعلاج والقضاء على التهديدات ونقاط الضعف لديك.

خطوات تحديد الموقف الإستراتيجي:

اتبع الخطوات التالية لكي تقوم بدمج تقييم البيئة بتقييم الأداء الداخلي:

1.   قيِّم البيئة الخارجية، وحدد الفرص والتهديدات.

2.   قيِّم الأداء الداخلي، وحدد نقاط القوة.

3. استخدم النموذج التالي للتحليل (ويمكنك أن تطلق عليه النموذج المزدوج للبيئة والأداء، أو النموذج الرباعي للفرص والتهديدات، ونقاط الضعف والقوة)، ويطلق عليه بالإنجليزية SWOT Analysis، وهو اختصار للأربع كلمات الأساسية:

نقاط القوة Strengths، ونقاط الضعف Weaknesses، والفرص Opportunities، والتهديدات Threats.

4.   حاول أن تستدل من النموذج إلى معانٍ مفيدة في تحديد الإستراتيجيات.

ويصور الشكل التالي نموذج التحليل، الذي سيساعدك على دمج تقييمك للبيئة بتقييمك للأداء الداخلي للمشروع.

التحليل المزدوج للبيئة والأداء الداخلي

 

 

 

 

 

 

أولاً: تقييم البيئة الخارجية التي يعمل فيها المشروع

ثانيًا: تقييم الأداء الداخلي للمشروع

 

ضع هنا أهم نقاط القوة

................

................

...............

................

ضع هنا أهم نقاط الضعف

...............

...............

...............

...............

ضع هنا أهم الفرص

...............

...............

..............

..............

المطلوب:

1. عظِّم استغلال الفرص.

2. عظِّم استخدام نقاط القوة.

فما هو التصرف المناسب؟

المطلوب:

1. عظِّم استغلال الفرص.

2. قلل استخدام نقاط الضعف.

فما هو التصرف المناسب؟

ضع هنا أهم التهديدات

...............

...............

...............

...............

المطلوب:

1. قلل التهديدات.

2. عظّم إستخدام نقاط القوة.

فما هو التصرف المناسب؟

المطلوب:

1. قلل التهديدات.

2. قلل نقاط الضعف.

فما هو التصرف المناسب.

يقدم التحليل المزدوج المعروض في الشكل السابق أربعة تفاعلات، بين كل من الفرص والتهديدات، وبين كل من نقاط الضعف والقوة، وهذه التفاعلات هي كالآتي:

1.   الفرص × نقاط القوة:

إذا كانت شركتك تقع في هذا المربع بصورة أساسية، فهي شركة محظوظة؛ لأن أمامها فرصًا سانحة، ولديها نقاط قوة، ولهذا فإن توجه الشركة يجب أن يكون في اتجاه تعظيم استغلال الفرص السانحة، وتعظيم استخدام نقاط القوة التي تتمتع بها داخليًّا، وما أحسن هذه الظروف التي تنطلق من مركز قوة! وعلى الشركة الناجحة أن تتعرف على تلك الإستراتيجيات، التي توظف بها مواردها الداخلية القوية في كيفية استغلال الفرص المحيطة بها.

2.   الفرص × نقاط الضعف:

إذا صُنفت شركتك في هذا المربع، فيجب أن يكون توجهها مركزًا على تقليل نقاط الضعف الداخلية، مع استغلال الفرص السانحة بالبيئة، والمشكلة هنا أن نقاط الضعف قد تمنع الشركة من اقتناص الفرص السانحة، فهل يمكنك علاج المشاكل الداخلية لشركتك، حتى تستطيع اقتناص الفرص؟

فإذا كانت الفرصة هي إنتاج سلعة جديدة، وكانت نقاط الضعف متمثلة في عدم خبرة الشركة بالسلعة الجديدة، فقد يكون الحل هو تدريب العاملين، أو التعاون مع شركة ذات خبرة في المجال، هنا يمكن بعد علاج المشاكل الداخلية (أو بواسطتها) استغلال الفرص المتاحة أمامها.

3.   نقاط القوة × التهديدات:

إن التوجه الأساسي لشركتك، إذا كانت تقع في هذا المربع هو: كيف يمكن استغلال نقاط القوة الداخلية للمشروع إلى أقصى حد، وذلك لمواجهة التهديدات الخارجية المحيطة بها؟

فإذا كانت التهديدات هي أن الانخفاض في قيمة الجنيه المصري، سيؤدي إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج، فإنه يمكن استغلال نقاط القوة الخاصة بعمالة فورية ورخيصة في ضغط التكاليف، وكما ترى يمكن استغلال بعض نقاط القوة في علاج التهديدات المحيطة.

4.   نقاط الضعف × التهديدات:

إذا كانت شركتك في هذا المربع، فأنت في وضع لا تحسد عليه، وتوجه الشركة يجب أن يكون في تقليل كل من نقاط الضعف والتهديدات، وعلى الشركة أن تحارب في سبيل البقاء، ومن الإستراتيجيات المناسبة هنا هي تخفيض العمليات التي لا تدر ربحًا كافيًا أو ذات التكلفة العالية، وأيضًا تصفية بعض الوحدات، أو الاندماج مع شركات أخرى أكثر حظًّا.

لاحظ أن الأربعة مربعات المشار إليها عاليه، تركز على تفاعل بين واحد من نقاط الضعف والقوة مع واحد من التهديدات أو الفرص، ويمكنك أن تجعل هذا التحليل يضم أكثر من مربع في آن واحد.

مثال:

 

نقاط القوة:

-       مركز مالي جيد.

-  طاقة إنتاجية غير مستغلة.

-  إمكانية الحصول على براءات الاختراع.

نقاط الضعف:

-  منتجات الشركة القديمة.

-  حصة محدودة في السوق.

-  أنظمة حوافز وجزاءات سيئة.

-       إدارة عليا مسنة.

الفرص:

-       توافر مصادر التمويل.

-       خروج منافسين.

-  علاقات ممتازة مع الموردين.

يجب استغلال الطاقة الإنتاجية غير المستغلة، مع الدخول في منتجات جديدة، والحصول على براءات اختراعها.

يقترح التغيير إلى منتجات جديدة وتمويل ذلك، مع تعديل في هيكل الإدارة العليا، وأنظمة الحوافز والجزاءات.

التهديدات:

-  تغيير في تكنولوجيا الصناعة.

-  ازدياد منافسة المنتجات الأجنبية.

-  تدهور تفضيل المستهلك لمنتجات الشركة.

ضرورة تغيير منتجات الشركة، مع استغلال الطاقة غير المستغلة، والحصول على براءات الاختراع، وشراء تكنولوجيا جديدة، ويساعد هذا على مواجهة المنافسة الأجنبية، وتحسين تفضيل المستهلك.

يقترح الاندماج، أو غلق بعض الأقسام، أو تصفيتها.

بعد وضع البنود الخاصة بالفرص، والتهديدات، ونقاط القوة، ونقاط الضعف، يتم إجراء تحليل لكل مربع من المربعات الأربع؛ للتوصل إلى الإستراتيجيات المناسبة في كل مربع، ثم يلي ذلك دمج كل الإستراتيجيات مع بعضها في خطة واحدة، وبالتالي يمكن التوصل إلى الخط الإستراتيجي العام للمشروع.

ويتضح مما سبق، أن عملية التحليل المزدوج هي خطوة مهمة جدًّا في عملية بناء الإستراتيجية، فمن خلالها نستطيع تحديد أهم نقاط القوة في المنظمة، والتي تُمكن من استغلال أهم الفرص المتاحة وتعظيم الفائدة منها، أو تمكن المنظمة من مواجهة التهديدات الخارجية التي يمكن أن تؤثر على أدائها، وكذلك فإننا نستطيع تحديد أهم نقاط الضعف التي قد تحول دون استغلال الفرص المتاحة، أو قد تسبب في نشوء تهديدات خارجية.

وعليه فإن تحديد كل من نقاط القوة والضعف الداخلية، والفرص والتهديدات الخارجية يساعد الإدارة الإستراتيجية على تبني الإستراتيجية المناسبة في ظل الظروف التي تكون كل من بيئتها الداخلية والخارجية؛ وذلك تسهيلاً للوصول إلى الأهداف التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها.

والآن ... ماذا بعد الكلام؟

فيما يلي مثال به عدة نقاط للضعف والقوة لإحدى الشركات، إلى جانب أهم الفرص والتهديدات لديها، والمطلوب منك أن تساعد هذه الشركة في تحديد موقفها الإستراتيجي:

 

نقاط القوة هي:

-       تنوع كبير في الإنتاج.

-       توافر عمالة مدربة.

-       مركز مالي جيد.

نقاط الضعف هي:

-  خلل في الهيكل الوظيفي.

-  عدم وجود جهاز تسويقي جيد.

-       أصول الشركة قديمة.

أهم الفرص هي:

-  خروج منافسين من السوق.

-  تحسين العلاقات الخارجية مع الدول، وفتح أسواق جديدة.

.........................

.........................

.........................

.........................

.........................

.........................

أهم التهديدات هي:

-       قوانين الحكومة.

-       زيادة تكاليف الإنتاج.

-  دخول منتجات بديلة إلى السوق جذبت المستهلكين لها.

.........................

.........................

.........................

.........................

.........................

.........................

 

وأخيرًا:

يقول رايموند هولويل: (إذا كانت قدراتك في الوقت الحاضر محدودة وطاقاتك غير مؤثرة، فابدأ من الآن في استغلالها بشكل أكبر وستجد أنها قد زادت ونمت).

أهم المراجع:

1.   الإدارة الإستراتيجية، أحمد ماهر.

2.   أطروحة دكتوراه بعنوان: "واقع التخطيط الإستراتيجي للموارد البشرية في القطاع العام في الأردن"، موفق محمد الضمور.

3.   القوانين العامة للنجاح، بريان تراسي.

4.   قوة الأهداف، كاترين كاريفلاس.

 

 

المصدر : www.islammemo.cc

إقرأ 23693 مرات

البنود ذات الصلة (بواسطة علامة)