طباعة

التغيُّرات التي يتركها الصيام في نمط الحياة اليومي

Posted in إرشادات تغذوية

ramadanيتغيَّر نمطُ حياة الناس كثيراً في رمضان، وهذا أمرٌ ملاحظ، وقد أُجريت حوله عدَّة دراسات، وتَبيَّن منها ما يلي:

1- يتغيَّر نمط النظام الغذائي

حيث تتغيَّر مواعيد الوجبات، وتصبح وجبتين بدلاً من ثلاث، وبذلك يقلُّ العدد الإجمالي للسُّعرات الحرارية المستهلكة. وتتغيَّر نوعية الوجبة في بعض الدول، حيث تصبح دسمةً أكثر لدى كثيرين.

 

دراسات الغذاء 

الدراسة

النتيجة

حسين 1987

[دراسة على 12 رجلاً و 9 نساء]

نَقَصَ معدَّل استهلاك الغذاء، ولم يتغيَّر معدَّلُ تبادل السوائل لدى الرجال، أي كمِّية ما يدخل وما يخرج منها.

العاطي 1995

[في تونس على مجموعة من الصائمات]

تدفُّق الغذاء يتغيَّر توقيته في رمضان.

تزيد أكسدةُ الدهون, وتقلُّ أكسدة الكربوهيدرات.

عدد السعرات الحرارية المستهلكة لم يتغيَّر في رمضان، وإن كانت نوعية الأكل تغيَّرت.

Finch 1998

[في بريطانيا على 15 رجلا و26 امرأة]

الإحساس بالجوع يزداد في النهار، وهو أكثر لدى النساء منه لدى الرجال, ربَّما لوجودهن قربَ الطعام وفي المطبخ.

العدلوني 1998

[على 32 صائماً في المغرب]

على مُكوِّنات الطعام لدى المغاربة في رمضان، فلوحظ زيادةٌ في كمِّية السُّعرات الحرارية المستهلَكة في رمضان, وأنَّ أكثرها كان من البروتينات والسكَّريات, أمَّا استهلاكُ الدهون لدى عيِّنة البحث فكان قليلاً!.

كاركاوغلو 2000

[على مجموعة من الأتراك]

يقلُّ استهلاك الكالسيوم لدى الأتراك في رمضان.

كمِّية الطاقة الداخلة intake أقل من المستهلَكة Expenditure.

إِنغرو Ennigrou 2001

[ في تونس على 84 شخصاً]

زيادة في استهلاك اللحم والبيض، ونقص في استهلاك الخضروات.

نقص في المنبِّهات (القهوة والشاي).

نقص عدد المدخِّنين بنسبة 50٪.

زيادة في عدد الزيارات الاجتماعية.

أوهسي Ohsy 2002

[على 18 كورياً صاموا صياماً كاملاً لمدَّة 9 أيام]: رغبة السِّمان بالأكل تزيد مع الصيام مقارنةً بغير السِّمان (تراجع).

لاريجاني 2003

في إيران

نقص استهلاك السُّعرات الحرارية.

أفراسيابي 2003

إيران

نقص استهلاك السُّعرات الحرارية بمعدَّل 300 كيلوكالوري في اليوم.



2- يتغير نظام النوم

أُجريت عدَّة دراسات على نمط النوم في رمضان، وكانت نتائجُها متوافقةً مع الملاحظات الواقعية التي تشير وبوضوح إلى أنَّ جودةَ النوم تقلُّ في رمضان؛ حيث يتأخَّر الصائمون في النوم ليلاً إلى منتصف الليل، وبذلك يتأخَّرون في الاستيقاظ صباحاً. كما يقلُّ عددُ ساعات النوم في اليوم، وهذا طبعاً أيَّام العمل والدراسة؛ أمَّا في أيَّام الإجازة فإنهم يملؤون النهار نوماً!.

إنَّ هذا الخللَ في نظام النوم يؤثِّر سلباً وبشكل واضح في نفسيَّة الصائمين وإنتاجيَّتهم، ولابدَّ من حلٍّ يتَّفق عليه المجتمع.

دراسات النوم

الدراسة

النتيجة

تاودي Taoudi 1999

[في المغرب على 264 صائماً]

يتأخَّر الصائمون في الذهاب للنوم ليلاً، فبدلاً من الساعة 10-11 م، صار بعدَ منتصف الليل.

يتأخَّرون في الاستيقاط صباحاً، فبدلاً من الساعة 6-7 صار الساعة 8 ص.

زاد معدَّلُ النعاس في النهار.

روكي Roky 2001

 

[في المغرب على 8 أشخاص]

-   يزيد Sleep Latency.

تتغيَّر هيكليَّة النوم Sleep Architecture.

يقلُّ مجموع ساعات النوم ليلاً بحوالي 40 دقيقة، حيث يقلُّ نوم حركات العين السريعة REM ويزيد نوم حركات العين غير السريعة NREM.

روكي Roky 2003

[الدراسة السابقة نفس]

لوحظ أنَّ الصائمين في عيِّنة البحث يأتيهم النعاس نهاراً.

Michalsen 2003

[على 15 ألمانياً صاموا على طريقة الطبِّ البديل]

لوحظ أنَّ جودة النوم تتحسَّن لدى عيِّنة البحث، الذين صاموا لمدَّة أسبوع واحد فقط. ولا يمكن مقارنة نتائج هذا البحث مع الصيام الإسلامي لاختلاف الطريقة.


3- يتغيَّر نمط النشاط

من الملاحظات والمشاهدات أنَّ نشاطَ الناس وحركتهم في نهار رمضان تقلُّ مقارنةً مع غيره من الشهور، كما أنَّ الناس ينتابهم شيءٌ من الكسل وضعف النشاط والخمول في أثناء الصيام. وقد جاءت إحصائياتُ الدراسات الميدانية مؤكِّدة لهذا. وهذا الضعف متوقَّعٌ بسبب انقطاع الطعام والماء ونقص إمدادات الطاقة.

لكنَّ الدراسات أكَّدت أيضاً أنَّ هذا يحصل كحدٍّ أقصى في 50٪ من الصائمين، فلماذا لا يشعر النصفُ الباقي بالكسل والخمول؟


أعتقد أنَّ السببَ يرجع لعدَّة عوامل منها:

-   اختلاف طبائع الأجسام وقدرتها على التكيُّف مع التغيُّرات.

-   التدخين والتعوُّد على القهوة والشاي، خاصَّة أنَّ هناك إشارات إلى أنَّ الكسل والخمول يزدادان لدى الذين تعوَّدوا على مثل هذه المنبِّهات.

-   عدم اعتياد الصيام، فالملاحظ أنَّ الذين يعتادون صيام النوافل، كالاثنين والخميس من كلِّ أسبوع، والأيَّام البيض من كلِّ شهر وغيرها، لا يجدون في صيام رمضان أمراً جديداً عليهم، حيث تأقلمت عليه أجسامُهم. ولعلَّ باحثاً ينشط لدراسة هذه النقطة بالذات.

دراسات النشاط والخمول

الدراسة

النتيجة

روكي Roky 2000

[على 10 صائمين في المغرب]

معدَّل الانتباه والتيقُّظ نقصَ في الساعة 9 صباحاً و 4 بعدَ العصر، ثم ارتفع بعدَ الإفطار عند الساعة 11 ليلاً.

 

كارغاوغلو 2000

على 750 صائماً تركيا: 34.3٪ شعروا بالتعب والإرهاق وعدم الرغبة في الذهاب للعمل.

عفيفي 1997

 

على 265 صائماً من طلاَّب الجامعة في الكويت: أكثر من 50٪ قالوا إنَّ نشاطهم ورغبتهم في الدراسة وتركيزهم، كلُّ ذلك قلَّ في أثناء رمضان.


4- يتحسَّن السلوك الاجتماعي

في رمضان يتذكَّر الناسُ بعضَهم بعضاً، فتزداد الزياراتُ الاجتماعية، ويحرصون على نسيان الخصومات، ويطلبون صفاءَ النفوس مع صفاء القلوب. كيف لا!، وهم يرون أنَّهم لم يستفيدوا شيئاً من خصومات شغلتهم طوالَ عام مضى، توتَّرت أعصابهم!، وأرقوا في نومهم!، ولم يكسبوا من الحسنات مزيداً.

كما يعطف الناسُ في رمضان بشكل أكبر على الفقراء والمساكين، عسى الله يعطف عليهم، ويمنحهم من رحماته وعفوه.

إنَّ لهذا التحسُّن في العلاقات الاجتماعية أثراً كبيراً في صحَّة المرء ونفسيته. وقد ظهرت مدارسُ جديدةٌ في علم النفس تؤكِّد أنَّ الصحَّةَ النفسية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بنوعية العلاقات الاجتماعية التي يقيمها الإنسان. وقد لقيت هذه المدرسةُ قبولاً في الوسط الطبِّي، نظراً لقوَّة نتائج الدراسات والبحوث الداعمة لها.


 المصدر : www.kaahe.org