التدخين كالكوكايين يؤثر على المخ
وكل مدمن لم يبدأ مدمنا أبدا ولكنه دخل من باب التجربة أو التقليد أو التباهي ظنا منه أنه من القوة والتحكم بما يجعله يتوقف وقتما يشاء وهذا هو المدخل الشيطاني الدائم للإنسان بمساعدة النفس الأمارة بالسوء فلا يمكن ان يتخيل الطفل البالغ من العمر عشر سنوات أنه سوف يصبح مدمنا وسوف تحل به كل هذه الكوارث الناتجة وهو يمسك بأول سيجارة لكي يقلد والده أو تقليد والدتها أو أحد نجوم السينما أو غيرهم أو ليثبت لأصدقاء السوء أنه أصبح رجلا ناضجا .
ولذلك نجد بلاغة القرآن الكريم حين يتحدث عن المحارم التي يجب ان ينتهي الانسان عن فعلها ويزيلها بقوله " تلك حدود الله فر تقربوها " وحين يتحدث عن الأشياء التي تؤدي الى الادمان فانه يقول " إنما الخمر والميسر والأنصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه " أي ليس بكاف ألا تفعله ولكن يجب أن تبتعد عن كل ما بقربك منه لأن النفس الأمارة بالسوء قد تجد في هذا مدخلا أو نقطة ضعف لديك تسلمك بعدها الى سلطان الادمان حيث تتولى المادة المسببة للإدمان قيادتك بعد ذلك دون الحاجة الى النفس الأمارة بالسوء أو الى الشيطان .
ولكن هل يعد الادمان نوعا من الخبائث ؟ والإجابة عن هذا السؤال في قوله تعالى " يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث " هذه هي الرسالة التي بعث بها الرسول صلى الله عليه وسلم ومن قبله كل الرسل ليحل كل ما هو طيب بأمر ربه ويحرم كل ما هو خبيث وكل ما يؤدي الى هلاك الانسان وبلاء جسده وصحته انما يعد من الخبائث لان فيه جورا على حق الجسد الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم " لبدنك عليك حق" . ولان الخالق عز وجل خلق الانسان في أحسن تقويم حين قال " لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم " ولأنه سبحانه وتعالى هو صانع الصنعة فانه وضع لنا قوانين الصيانة الإلهية في : افعل ولا تفعل لكي تظل صنعته الإلهية في أحسن صورة كما ينبغي لها أن تبقي وحين ذكر المولى عز وجل المحرمات لم يذكر لنا بالضرورة السبب في تحريمها ولكنه وضع لنا إطارا عاما وأسسا لتحديد كل ما يمكن أن يستجد في حياتنا ان كان حراما أم حلالا ، من خلال مبادئ عامة فقال عز وجل من قائل : " ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة " وقال أيضا " ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما ".