طباعة

التعلم الثقافة و المعرفة في منظور المجتمعات العربية

Posted in الثقافة

هذه الدراسة محاولة من المحاولات، غايتها إثارة التساؤلات والجدل حول القضايا التكوينية في الثقافة والفكر من اجل تحقيق إنجاز ثقافي حضاري، يواكب حركة واقع تاريخي جديد يتحرك إلى الأمام حاملاً إرثه القديم للوصول إلى تطلعات ورؤى جديدة-قديمة.
قد لا تكون " التنمية " بمفهومها التخطيطي المستقبلي هي الإطار الوحيد أو الطريق الوحيد الذي علينا أن نسلكه في هذا المنعرج التاريخي الجديد، ورغم ذلك، فإنها واحدة من المسالك أو الأساليب التي علينا أن بنهجها.  
التنمية :

إن المصطلح، كغيره من المصطلحات الاقتصادية، يحمل إشكالية عدم الاستقرار، وبالتالي تعدد التفسيرات، وقد لا يكون الهم هنا هو جلاء المصطلح، ولكن الأمر يتطلب الاستفادة من التجارب والتطبيقات التي قامت بها أمم وشعوب قبلنا.
كانت الرؤية التقليدية للتنمية تقوم على أساس لحاق الدول المتخلفة (دول العالم الثالث حسب تعبير مجموعة دول المركز) بالدول الصناعية المتقدمة والسير على نفس الطريق ( اقتصاد السوق) أي أن الاقتصاد وحده هو الهدف وهو المؤشر على التنمية، والتنمية بهذا هي تنمية اقتصادية محضة لا دخل لاعتبارات العدل الاجتماعي فيها، وتؤكد على تكوين رأس المال العيني الثابت على نحو تراكمي، وترى في عنصر العمل البشري أحد الموارد، كالطاقة أو الموارد الطبيعية، وأطلقوا تسمية "الموارد البشرية" على العامل الإنسان.
ولهذا المفهوم التقليدي، بطبيعة الحال، طرائقه وأساليبه، والتي أهمها عنصر " التقليد " ونقل النموذج كطريقة للتنمية، ولا يرد في الاعتبار عنصر " الإبداع " أو الابتكار، فالتنمية حسب هذا المفهوم عملية نقل وتقليد، فسادت مصطلحات " نقل التكنولوجيا " و "نقل العلوم" و " نقل وسائل نشر الثقافة خاصة العلمية " مما يبقي دول العالم الثالث في إسار الهيمنة الاقتصادية والسياسية والثقافية لدول المركز .
في دراسة هامة نشرها البنك الدولي بعنوان " معجزة شرق آسيا " توصل الباحثون إلى أن تكوين " رأس المال البشري " هو أهم أسباب تلك المعجزة .
وبهذا أخذت النظرة التقليدية للتنمية تتطور إلى رؤية جديدة تعتمد على تطوير قدرات الإنسان، وتطوير مجالات " الابتكار " في جدلية مضطرة للواقع التاريخي الحضاري و التحفيزات الوطنية وقضايا المستقبل والعدالة الاجتماعية، فالإنسان هو الهدف والوسيلة في آن واحد، به وله تتحقق التنمية.
وهكذا ظهر مفهوم التنمية المستدامة، أو التنمية المضطرة، كما يسميها الدكتور إسماعيل صبري عبد الله، ومنها تبلورت مفاهيم التنمية البشرية المستدامة، التي تعود بنا مرّة أخري إلى مقولة " الإنسان أثمن رأسمال " لتتأكد من جديد أهمية وصحة هذه المقولة.
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed