طباعة

اهتمام الإسلام بالماء ودوره في تأسيس مدينة فاس

Posted in الثقافة

waterكثر الحديث في الفترة الراهنة عن الماء باعتباره مادة أساسية للحياة وأن استمرار نذرته في كثير من المناطق يهدد وجود هذه الحياة بها لأي مخلوق.وكما هو معلوم فالديانة الإسلامية التي جاءت استمرارا وختما للرسلات السماوية السابقة ونظرا لاعتبارها عقيدة وشريعة ونظاما ربانيا متكاملا جاء لإسعاد الإنسان في دينه ودنياه وآخرته، نجد فيها كل ما يهم حياة الإنسان، ومن بين ذلك الحديث عن الماء.

 

 

وفي هذا المقال الموجز سأتعرض بإيجاز كبير من جهة إلى جوانب من اهتمام هذه الديانة بهذا العنصر الحيوي، ومن جهة ثانية إلى كون عنصر الماء بفاس من دواعي اختيار المولى إدريس الثاني رضي الله عنه  موقعها للتشييد به هذه مدينة، وعلى كون هذا العنصر ساهم في تطورها.

ومن الناحية الاصطلاحية: يقصد بالماء سائل عليه عمل الحياة في الأرض، ويتركب من اتحاد الادرجين والأكسجين بنسبة حجمين من الأول إلى حجم من الثاني، وهو في نقائه شفاف لا لون له، ولا طعم ولا رائحة ، ونجد منه ما يلي:

أ‌- العذب: وهو ما قلت نسبة الأملاح الذائبة فيه بحيث أصبح سائغا في الذوق من ناحية ملوحته.

ب‌- الملح: وهو ما زادت نسبة الأملاح فيه على نسبتها في  الماء العذب.

ت‌- المعدني: وهو الطبيعي الذي يخرج من جوف الأرض وبه أملاح ذائبة تكسب طعما خاصا وقد يكون له خواص طبية.

ث‌- المقطر: وهو الناتج عن تكثيف بخار الماء وهو خال من الأملاح.

ج‌- العسر: وهو الذي لا يحدث رغوة مع الصابون بسهولة عند الثياب لاحتوائه على أملاح الكلسيوم والمغنسيوم ذائبة فيه. وأما الذي يحدث رغوة مع الصابون بسهولة فهو الماء اليسر.

ح‌- الزهر: وهو محلول مائي يحضر بالتقطير البخاري للزهور الناضرة، ولهذا المحلول رائحة الزهرة المقطرة مثل الورد[1].


ومن الناحية الجغرافية: ينقسم الماء إلى ماء باطني وماء الجاذبية وماء جاوي وماء حبيس وماء حفري، وماء معدني وماء وليد مائيات، ثم إلى ماء حيوية[2].

وتشكل المسطحات المائية نحو 72 % من إجمالي مساحة الأرض ومجهود الإنسان فيها لم يتعد مرحلة الجمع والالتقاط أو كما يقول بعض رجال الاقتصاد مجرد نزع القشرة من السطح.

ويمكن أن تكون ميدانا لنشاط الإنسان الاقتصادي على المتقبل القريب، وتبلغ مساحة البحار 1400000 ميل أي 367 كلم2، وهي تتراوح في عمقها من مجرد شاطئية لا يتعدى عمقها 200 متر تمثل الأرصفة القارية، ويزيد بعض الأعماق إلى ما يتراوح بين 5، 1 إلى أكثر من ثلاثة أميال. وهذا العمق يختلف من مكان لآخر، وهذه الأعماق تكون 2/5 لسطح الكرة الأرضية على الأقل، والباقي جهات شاطئية أقل من ذلك ، أو تزيد أعماقها على هذا المعدل وتبلغ مساحات محيطات العالم كالآتي:

*المحيط الهادي: 000 400 69 ميل2.

* المحيط الأطلسي: 000 400 35 ميل2.

* المحيط الهندي: 000 500 29 ميل 2.

* المحيط القطي: 000 5300 ميل 2.

ويتضح أن أعظمها مساحة هو المحيط الهادي الذي يشغل نحو نصف المسطحات المائية[3].

ونجد في كتب الأدب العربي الحديث عن الماء نظما ونثرا وأذكر على سبيل الذكر لا الحصر قول عبد السلام بن رغبان الحمصي.

"فاصرف بصرفك وجه الماء يومك ذا        حتى ترى نائما منهم ومنصرفا[4]

وقيل:

"وهو الماء إذا أجمعته طاب ورده            ويفسد منه أن تباح شرائعه[5]

وقال بعض الحكماء: " إذا مات العالم بكاه الحوت في الماء، والطير في الهواء. ويفقد وجهه ولا ينسى ذكره"[6].

وتجدر الإشارة أن الماء هو و أصل كل الأحياء وفي هذا الإطار يقول الله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حيا)[7].


وعن أبي هريرة قال: قلت يا رسول الله إني رايتك طابت نفسي وقرت عيني، فأنبئني عن كل شيء، قال صلى الله عليه وسلم: " كل شيء خلق من  ماء"[8].

ويقول الله عز وجل: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا)[9].

وعند الاطلاع على معظم أهم كتب الحديث النبوي الشريف وكتب الفقه الإسلامي نجد في كل واحد منها بابا خاصا بالوضوء وسننه باعتبار النظافة من الإيمان، وأنها تعتبر هي المرحلة الأولى الواجب القيام بها قبل أداء الصلاة، وهذه النظافة تكون على مستوى البدن واللباس وقر العبادة.

إذن قبل ولوج أداء الصلاة فالطهارة أساسية، والإنسان المؤمن يكون طاهر البدن، والثياب والمسكن على شاكلة طهارة النفس والروح. فمن جهة يؤدي ذلك إلى تحقيق الصحة البدنية، ومن جهة ثانية إلى الصحة النفسية والروحية للإنسان المؤمن الذي لم يخلق عبثا وإنما خلقه الله تعالى لطاعته وتطبيق تعاليمه، ويعتبر ذلك هو الهدف من استخلافه في الأرض.

ونموذج اهتمام العلماء المسلمن- رحمهم الله- بالطهارة نجد إمام دار الهجرة مالك بن أنس في كتاب الموطأ حيث خصص لها تسعة أبواب وهي كما يلي:

أ‌- باب العمل في الوضوء

ب‌- باب وضوء النائم إذا قام للصلاة

ت‌- باب الطهور للوضوء

ث‌- باب ما لا يجب منه الوضوء

ج‌- باب ترك الضوء مما مسته النار

ح‌- باب جامع الوضوء

خ‌- باب ما جاء في المسح بالرأس والأذنين

د‌- باب ما جاء في المسح على الخفين

ذ‌- باب العمل في المسح على الخفين[10].


ونجد من فضائل الوضوء كون الإنسان المسلم إذا نام على الوضوء وجاء أجله فهو قد مات على دين الإسلام، كما أهبر بذلك البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي مما قاله في هذا الحديث: "....فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة"[11].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " عن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فيلفعل"، متفق عليه[12].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: " إذا توضأ العبد المسلم- أو المؤمن- فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء أو مع آخر قطرة الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب". رواه مسلم[13].

وبخصوص الآية القرآنية: ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنن) [14] ذكر أنها نزلت في عبد الله ابن رواحة الذي كانت له أمة سوداء، وكان قد غضب عليها فلطمها....ثم إنه فزع....وذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تصوم وتصلي، وتحسن الوضوء وتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسوله. فقال  صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله هذه مؤمنة..."[15].

ولقد دعا الإسلام إلى الاقتصاد وعدم التدبير والإسراف في استعمال الماء فقلة الماء مع إحكام الغسل سنة، والسرف منه غلو وبدعة، وقد توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمد، وهو وزن رطل وثلث، وتطهر بصاع وهو أربعة أمداد بمده عليه الصلاة والسلام[16]. كما روت أم المؤمنين عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بقدر الصاع ويتوضأ بقدر المد[17].

ويقودنا هذا الكلام إلى الحديث عن مدينة فاس التي وقع تأسيسها بفضل عدة اعتبارات منها توفرها على الماء بكثرة الذي يعد من مميزاتها الطبيعية.

فمدينة فاس وقع تشييدها على يد الإمام إدريس الثاني رضي الله عنه يوم الخميس فاتح ربيع الأول عام 192هـ  الموافق 4 يناير 808م.


ويقول أحمد ابن القاضي حول دور الماء في اختيار بقعة تأسيس مدينة فاس : " فوصل – أي إدريس- إلى وادي سبو حيث حمة خولان[18] فأعجبه الموضع لقربه من الماء ولأجل الحمة التي هناك، فشرع في عمل الأساس وقطع  الخشب وعمل الجير وابتدأ البناء ، ثم إنه نظر إلى وادي سبو وكثرة ما يأتي به من الماء في الشتاء فخاف على الناس الهلكة. فرفع يده من البناء ورجع إلى وليلي، فبعث وزيره عميرا يرتاد له موضعا يبني فيه المدينة التي أراد. فسار عمير في جماعة من قومه، فاخترق تلك النواحي حتى وصل على فحص سايس، فوجد فسحة الأرض هنالك على عين ماء غزيرة مطردة في مروج مخضرة فتوضأ هو ومن معه منها وصلى بهم صلاة الظهر، ثم دعا الله أن يهون عليه مطلبه ون يدله على موضع يرتضيع لعبادته، ثم ركب وأمر قومه أن ينتظروه عند تلك العين حتى يعود إليهم فنسبت العين إليه الآن، وهي عين عمير... فرأى عيونا كثيرة تزيد على السنتين عنصرا، مياهها تطرد في فسح من الأرض ...فشرب من ذلك الماء  واستطابه فقال هذا ماء عذب وهواء معتدل، وهو أقل ضررا وأكثر منفعة، وحوله المزارع أكثر مما حول نهر سبو، ثم سار مع مسيل الوادي حتى وصل إلى موضوع مدينة فاس، فنظر ما بين الجبلين، فرأى غيضة ملتفة الأشجار مطردة بالعيون والأنهار... فرجع عمير إلى إدريس فأعلمه ما وقع عليه من الأرض وما استحسنه من كثرة مياهها..."[19].

ويقول ياقوت الحموي عن أهمية العيون بفاس: " وقد تفجرت كلها عيونا تسيل إلى قرارة واديها إلى نهر متوسط مستتبط على الأرض منبجس من عيون في غريبها على ثلثي فرسخ...ثم ينساب يمينا وشمالا في مروج خضر، فإذا انتهى النهر إلى المدينة طلب قرارتها فيفترق منه ثمانية أنهار شق المدينة عليها نحو 600 رحى في داخل المدينة كلها دائرة لا تبطل ليلا ونهارا، تدخل في تلك الانهار في كل دار ساقية ماء كبار وصغار وليس بالمغرب مدينة يتخللها الماء غيرها إلا غرناطة الاندلس"[20].

ومما قيل في محاسن فاس:

" أرض تخللها الأنهار داخلها         حتى المجالس الأسواق والطرق"[21]

وقيل إن فاس تعتبر من بين أحسن المدن لأن المعايير التي وضعها الحكماء لأحسن المدن تتوفر عليها كما هو الشأن بالنسبة لتوفرها على:" نهر جار ومحراث طيب وحطب قريب وسور حصين وسلطان قاهر، إذ به صلاح أهلها وتأمين سلبها"[22]. وذكر لوادي فاس فضائل كثيرة...[23]. كما تتميز فاس بكثرة ماء العيون والآبار العذبة الصافية[24]. ويوجد في عدوة القرويين بفاس إلى اليوم بحي يسمى حي العيون لكثرة العيون التي كانت توجد به.


وبعد تأسيس عدوة الأندلس سنة 192هـ، وعدوة القرويين سنة 193هـ، وبفضل توفر فاس على الماء بكثرة: " بنى الناس الدور والمساجد والحوانيت وغرسوا ضفتي الوادي من منبعه بفحص سايس إلى مصبه في نهر سبو بأنواع الأشجار، وحرثت سائر نواحيه بأنواع مختلفة من الزارعات، فعمرت الأرض بالغراسة والحراثة وكثرة غلاتها وخيرات المدينة وقصدها الناس من مختلف المناطق للإقامة والتملك فيها وسكنها العلماء والأدباء والتجار والصناع..."[25].

ولقد تميزت فاس في السابق  في كون مياه وادي فاس كان يصل إلى كل البيوتات  القديمة ورحى طحن الزرع، ورحى عصير الزيتون ومقرات أهم الحرف، كدور الدبغ، وإلى أهم المساجد والحمامات والأسواق والمدارس والفنادق وخزانة القرويين، ومستشفى  المرستان وكذلك إلى منتزهات فاس كمنتزه جنان السبيل الذي كانت النعورتان الموجودتان به اليوم تدور عجلتهما بالماء، وعلاوة على ذلك فلقد استفادت المناطق المحيطة بفاس من وجود مجاري المياه التي تم استغلالها في المجال الفلاحي.

إذن وجود الماء ساعد على تحقيق عدة خدمات اجتماعية واقتصادية داخل هذه المدينة وكذلك المناطق المحيطة بها وساهم في تطورها.

ولقد عرفت فاس عبر تاريخها عدة سنوات من الجفاف وعدة سنوات من نزول المطر الغزير، كما تحدث عن ذلك بعض العلماء المغاربة في بعض مصنفاتهم التاريخية كما هو الشأن بالنسبة لمحمد الطيب القادري في كتابه (نشر المثاني)[26].

وعندما كان يحدث الجفاف كان المغاربة اقتداء بالسنة النبوية يؤدون صلاة الاستسقاء كما أن السلطة المركزية  كانت دائما تتدارك المواقف لما فيه خير للمواطنين بمساعدة المتضررين، وأذكر كنموذج لصلوات الاستسقاء ، فخلال سنة 1091هـ/1680م، حدث جفاف كبير بمدينة فاس، وأم العلامة محمد العربي بن احمد بردلة  بالمصلين بالباب  الحمراء، وكان من بينهم شرفاء فاس تبعا لنصيحة شيخ الإسلام عبد القادر بن علي الفاسي الفهري، كما كانت نعال  النبي محمد صلى الله عليه وسلم- التي لا تزال توجد إلى اليوم في ملك الصقليين الطاهريين الحسنيين بفاس- بجانب العلامة العربي بردلة، وبعد نهاية الصلاة والخطبة  نزل المطر بغزارة[27]. وأذكر كنموذج لمؤازرة السلطة المركزية للمواطنين المتضررين عندما يحدث الجفاف، ففي سنة 1201هـ/1787م، حدث الجفاف ، وأمر السلطان المولى محمد بن عبد الله بترتيب الدقيق وتفريقه على الضعفاء في كل حي بفاس وببقية المدن المغربية[28].


وخلال عهد الاستعمار الفرنسي للمغرب منع وصول هذا الماء إلى هذه  المدينة فندد بذلك علماء فاس وزعماء الحركة الوطنية بها ومنهم المرحوم علال الفاسي والحاج الحسن أبو عياد سنة 1925، وقامت مظاهرة كبيرة من قبل سكان فاس، كما تحدث عن ذلك علال الفاسي نفسه[29].

وتجدر الإشارة أننا نجد من بين إنجازات المرحوم جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه تشييد السدود المتعددة من أجل الحفاظ على الماء وتوفيره سواء للشرب أو السقي. ولقد مكنت سياسة السدود من التحكم في حوالي 86 % من عمليات التزود بالماء الشروب.

وبسبب أهمية الماء كذلك عقدت أكاديمية المملكة المغربية دورتها الخريفية منذ ثلاث سنوات في الرباط أيام (20-22) من شهر نونبر، حول موضوع:" السياسة المائية والأمن الغذائي للمغرب في أفق بداية القرن الحادي والعشرين"، وتحدث بعض المتدخلين[30]. عن الجهود التي بذلها المغرب بهذا الخصوص، وعن التحديات التي عرفها المغرب وهي التزايد المطرد لساكنيه والنقص في احتياطي المياه مع ضرورة الاستجابة  لحاجيات السكان على المستوى الوطني، ولا سيما وأن المغرب يعتمد على موارده الذاتية، كما شدد على ضرورة  صيانة السدود وتعويض المتلاشي منها وأكد على ضرورة تطوير استغلال المياه الجوفية، واستعمال التقنيات  الحديثة من أجل إنجاز ذلك، واعتبر أن الوقت قد حان لتعزيز  حملات تحسيس السكان بضرورة الاستغلال العقلاني لهذه المادة الحيوية والناذرة، واطلاعهم على الأهمية التي أصبحت تكتسيها في العلاقات الدولية.

وذكر أن القيام  لحملة توعية واسعة وغرس نبات ثقافة  ترشيد استعمال الماء كما دعا إلى ذلك الإسلام لضمان الأمن المائي وتجنب العواقب الناتجة عن نذرة الماء أو تلوثه ويجب العمل  على تحقيق ترشيد الاستهلاك وتقنين تشريعات بهذا الخصوص، بالإضافة إلى إعادة النشر في الوسائل التقليدية المستعملة في سقي الأراضي الزراعية، وكذا التوسع في مجال معالجة مياه الصرف.

وأشير أنه يجب على المغرب أن يعمل نظرا للتطورات ذات الطابع الديمغرافي والتقدم التكنولوجي والتغيرات المناخية والعولمة على إعادة النظر في مقارباته قصد إعداد تصور يجعل من الماء في الوقت نفسه أداة وهدفها تحقيق الأمن الغذائي والتنمية.


واعتبر أنه من بين الحلول التي يجب القيام بها هو اعتماد التكنولوجيا التي تفتح آفاقا واعدة للمغرب في تحسين الإنتاجية ومكافحة الجفاف.

وصفوة القول إن الماء هو أساس كل حياة وأصل كل الأشياء، ولأجل ذلك نجد الدين الإسلامي قد أولاه عناية خاصة ولا غرو في ذلك فقناة العبادة هي الطهارة والوضوء من ناحية، ومن ناحية أخرى فتأسيس  فاس وتطورها ارتبطا بوفرة الماء بها.

وإن موضوع الشبكة المائية في مدينة فاس عبر التاريخ[31]، يتسحق التخصيص له دراسات علمية شاملة من قبل الباحثين في عدة تخصصات مرتبطة بالعلوم الإنسانية، والاطلاع على الوثائق الحبسية، والمادة العلمية المدونة في مؤلفات العلماء المغاربة رحمهم الله الخاصة بهذا الموضوع فضلا عن الروايات الشفوية مع الأخذ بعين الاعتبار المعطيات الميدانية. ولكن ليس فقط من أجل أخذ العبر من أحداث الماضي، بل كذلك من أجل وضع مقترحات علمية واستراتيجية تساهم في تحقيق الأمن المائي وتحقيق التنمية الاقتصادية.

هوامش المقـال


[1] -ج2/ص192 من كتاب: ّالمعجم الوسيط" لإبراهيم أنيس وعبد الحليم منتصر وعطية الصوالحي، ومحمد خلف الله أحمد، الطبعة الثانية بدون، وانظر: كلمة :" Eau في wet verret " ضمن شبكة الانترنيت.

[2] - ص (433-435) بتصرف من كتاب:

- "معجم المصطلحات الجغرافية " ليوسف توني، طبع دار الفكر العربي، بيروت 1384هـ/1964م.

-وانظر:" كتاب فقه السنة" للسيد السابق، ج1، طبع دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت 1415هـ/1995م، ص(11-14).

[3] - ص(97-98) من كتاب: المرجع في الجغرافية الاقتصادية: (جغرافية الموارد)، لمحمد فاتح عقيل، طبع منشأة المعاريف ، الاسكندرية طبعة بدون تاريخ.

وانظر: نفسه ، ص(99-100).


[4] - أدب الكاتب للصولي، ص: 24.

وانظر: كلمة ماء في موقع شبكة الأنترنيت تحت عنوان : www.al waraq.Com

[5] - أخبار أبي تمام للصولي، ص: 20، وانظر نفس الكلمة السالفة الذكر في الموقع السالف.

[6] - إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي، ص:10، وانظر نفس الكلمة السالفة الذكر في نفس الموقع.

[7] - الآية رقم: 30 من سورة الأنبياء.

[8] - إسماعيل ابن كثير القرشي: تفسير القرآن العظيم، ج3، طبع دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت 1400هـ/1980م، ص:177.

[9] - الآية رقم 54 من سورة الفرقان.

[10] -ج1/ص(18-38) من كتاب الموطأ لمالك بن أنس، تعليق: فؤاد عبد الباقي، مطبعة دار إحياء الكتب العربية القاهرة ، طبعة بدون تاريخ.

[11] - انظر جواهر البخاري وشرح القسطلاني لمصطفى محمد عمارة- تنقيح وتصحيح، خالد العطار، طبع دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت 1415هـ/1995م، ص:57-58.

[12] - (رياض الصالحين) للنووي، ص: 242، وانظر كلمة الوضوء في موقع شبكة الأنترنيت تحت عنوان: www.alwaraq.Com

[13] - نفسه.

[14] - الآية: 221 من سورة البقرة.

[15] - أسباب النزول، للواحدي ، ص:35.

وانظر كلمة الوضوء في موقع شبكة الأنترنيت السابق الذكر.

[16] -  عبد الله بن عبد الرحمان القيرواني ، متن الرسالة، طبع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بأمر المرحوم جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، الرابط 1405هـ/1984م، ص: 16.


[17] - كتاب (الأربعين) للنووي، ص:6، وانظر كلمة: الوضوء في نفس الوقع السابق الذكر.

[18] - هي الحمة المعروفة اليوم بحمة سيدي احرازم، وتبعد بحوالي 15 كلم عن فاس من جهة باب الفتوح.

[19] - أحمد ابن القاضي المكناسي، جذوة  الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام بمدينة فاس، ج1، طبع دار المنصور للطباعة والوراقة الرباط، 1393هـ/1973م، ص (28-29).

وانظر: سعدون عباس نصر الله،  دولة الأدارسة في المغرب- العصر الذهبي-، طبع دار النهضة العربية، بيروت، 1408هـ/1978م، ص:152.

[20] - ياقوت الحموي: معجم البلدان، طبع دار إحياء التراث العربي ومؤسسة التاريخ العربي، بيروت، 1417هـ1997م، المجلد الثالث، ص:410.

[21] - ابن القاضي، م، س، ص:24.

[22] - نفسه، ص:42.

[23] - انظر: نفسه، ص: 42-43.

- علي بن أبي زرع: " الأنيس المطرب"، ج1، تحقيق محمد الهاشمي الفيلالي، المطبعة الوطنية ، الرباط، 1355خـ/1936م، ص: 44-46.

[24] -  ابن القاضي، م،س، ص:43.

[25] - إسماعيل العربي، دولة الأدارسة ملوك تلمسان وفاس وقرطبة، طبع دار الغرب الاسلامي، بيروت، 1403هـ/1993م، ص:84.

[26] -  انظر: "نشر المثاني" لمحمد القادري، ج4، تحقيق: ذ. محمد حجي و ذ. أحمد التوفيق، طبع مكتبة الطالب، الرباط، 1407هت/1986م، ص378-380.

[27] - محمد بن المدني كنون " الدرة المكنونة في النسبة الشريفة المصونة" ، المطبعة الحجرية، فاس، 1319هـ/1901م، ص:148.

[28] - أبو القاسم الزياني:" تحفة الأعلام في شرح دول الإسلام"، مخطوط بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم ك224، ص:12-13.

[29] - انظر علال الفاسي، الحركات الاستقلالية في المغرب العربي، طبع مؤسسة علال الفاسي، مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء: 1413/1993، ص: 160.

[30] - انظر: جريدة العلم، ع: 18453، السنة 55، الأربعاء 25 شعبان عام 1421هـ الموافق 22 نونبر سنة 2000، ص:4.

[31] - انظر:

- عبد القادر زمامة، "شبكة توزيع مياه فاس القديمة"، مجلة الجواهر، السنة1، يونيو 1986، العدد: 3، ص:13-15.

- محمد مزين، "فاس وباديتها" مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 1406/1986، ج1، ص:284-291.

 

المصدر : موقع التاريخ الإسلامي www.islamichistory.net