طباعة

بين الإبداع والابتذال خيط رفيع ونسأل المثقفين : هل يوجد كتاب يستحق المصادرة ؟

Posted in الثقافة


هناك فرق كبير بين إبداع حقيقي قد يصدم مشاعر الناس ومقدساتهم ومغامرات طفولية تسعى للاستفزاز والتجريح والمتاجرة. هناك فرق بين مبدع كبير يثير جدلا من خلال عمل إبداعي جريء ومحاولات ساذجة لإثارة الرأي العام والإساءة لثوابت البشر.

والغريب أن بعض النقاد عندنا يصرخون مع هذا العبث ويطالبون له بالحرية والحماية، ولا أدري أية حرية يريدون.. وعن أي قيمة يدافعون.

هذا يعني أن ما نراه الآن لا يدخل في مجال الإبداع الحقيقي حتى نطالب له بضمانات الحماية والحرية.. إن الأولى بالنقاد الذين يطالبون بالحريات أن يطالبوا في البداية بعودة الإبداع الحقيقي وأن نتخلص من هذا العبث العشوائي الذي يحاول أن يفرض نفسه تحت دعاوى الإبداع..

أمام الإبداع الحقيقي ينبغي أن تنحني الرؤوس وتفتح الأبواب وتتوافر كل مطالب الحماية والحرية.. لا قيد على مبدع حقيقي إلا ضميره" .


كتابات للشهرة !

أكد الروائي والإعلامي عبد الله يسري أن هناك كتبا تستحق المصادرة من ذوق القارئ ومن أخلاقيات المجتمع ، قائلا:  لكني أرفض تماما أن تكون هناك جهة معنية بالمصادرة، تتعامل مع الكتاب باعتباره سلعة، لأن الحرية الحقيقية تحتمل كل رأي وكل فكر والقرار في يد القارئ دائما، لأن بداخله بوصلة ترشده وتوجهه لاختيار ما يتوافق مع فكره ومعتقداته.

وأضاف صاحب رواية "الجاسوس 388" أن الفكر حتى وإن اخترق الثوابت لا يجابه إلا عبر الفكر أيضا وليس بالمنع أو المصادرة ؛ ففي الستينيات ظهر كتاب للدكتور مصطفى محمود بعنوان "لماذا أنا ملحد؟" ثم صدر كتاب مضاد "لماذا أنا مؤمن؟" هكذا تتوالد الأفكار.

وتحدث الإعلامي عن الكتب المنتشرة الآن في المكتبات وأن عددا غير قليل منها يكتبها صاحبها من أجل الشهرة فقط، ومع ذلك تتضمنها قائمة الأكثر مبيعا رغم مستواها الضئيل ومضمونها السئ، ولذلك على المجتمع أن يتصدى لمثل هذه الكتب التي تكون ضد قيمه وآدابه وأن يتم ذلك عبر جهة واعية وموضوعية ومعنية بالثقافة والإبداع ، وليس ضابطا للآداب يقرر أن يمنع عمل ويصادره لمجرد أن رآه مع الباعة وتصفحه فوجد به بعض الألفاظ التي لا تروق له.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed