طباعة

بين الإبداع والابتذال خيط رفيع ونسأل المثقفين : هل يوجد كتاب يستحق المصادرة ؟

Posted in الثقافة


الرأي يتغير حتماً

ترى الأديبة والأكاديمية د. سمية رمضان الحاصلة على جائزة نجيب محفوظ عام 2001 أن قضية المصادرة تثير في ذهني ما تعرضت له مؤخرا مجلة "إبداع" من المصادرة والإيقاف بدعوى أن هناك قصيدة تسئ للذات الإلهية، وتتساءل متعجبة: إن الذات الإلهية منزهة عن كل عيب ولا يمكن لأحد المساس بها أو الاقتراب منها، إن من يقول هذا هو المعيب والمسئ للذات الإلهية!

وتضيف الكاتبة صاحبة عديد من المجموعات القصصية أشهرها "خشب ونحاس": إني أتعجب حقا من دعاوى البعض أن هناك كتاب قد يهدم ثوابت الدين أو يؤثر على العقيدة، أنّى لهذا أن يحدث لصاحب إيمان قوي وعقيدة راسخة، علينا أن نعطي للناس الحرية الكافية للبحث والتفكير ويكفينا ما قاله تشرشل سابقا "لا يمكن أن أثق في إنسان لا يغير رأيه" لأن الذي لا يغير رأيه هو إنسان جامد توقف عن البحث والتفكير.

إن المصادرة والرقابة تعني أن نستسلم لعقل واحد يفكر لنا وأن نلغي عقول الناس، وهذا ضد الطبيعة التي فطرنا الله عليها فلكل منا عقله الذي يسيره وبناء عليه يستطيع أن يختار ما يناسب فكره وقيمه.

وتؤكد رمضان : الفرق بين الفن الجيد والبورنو شعرة هي ضمير المبدع، إما أن يكون فن مثير للتأمل أو يثير الغرائز، وعلى المبدع أن يكتب ما يحلو له دون أن يتقيد بشئ ويكون ضميره هو الفيصل والرقيب عليه، وفي كل الأحوال الحجب ليس هو الحل لأن تدافع الأفكار وتقابلها هي الوسيلة المناسبة للتمييز بين الغث والثمين، فلا يمكن إلا أن يكون النشاز، والمبتذل، والتافه موجوداً، لأنها الحياة تقوم على وحدة وصراع الأضداد. وللأفراد عقول يتميزون بها عن بعضهم بعضاً، وهي المرشد لهم في الاختيار.

أرى أن مصادرة الكتاب طريقة أخرى في القتل، لإن الكتابة بالنسبة للمثقف طريقة في الحياة.



فزّاعة التابوهات

يعتقد الناقد أسامة عرابي أن أي كاتب أو مثقف حقيقي يقف دائما مع حرية التعبير والديمقراطية، لأنه لا يوجد إنسان سوي ينادي بالمصادرة ؛ فالفكر يرد عليه بالفكر .

ويضيف: إن موضوع مهاجمة الثوابت والتابوهات هي فزاعة لإرهاب المثقفين، لأن الفكر الذي يصادر ينتشر أكثر ويكتسب شرعية لدى الجمهور، أما الكتاب الذي مع الباعة وعلى الأرصفة لا يلتفت إليه الناس.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed