طباعة

حول الرسوم المسيئة والفيلم المسيء

Posted in الثقافة


ومع ذلك يبقى استثمار مثل هذه الاعتداءات لصالح ديننا وأمتنا أمراً بالغ الأهمية، لما لذلك من أثر في تصحيح المفاهيم، وتقدّم الصحوة الإسلامية في مسار نهضة الأمّة وقوتها ووحدتها ..

ولذا فإنَّ مصيبة التعدي على مقام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم -أكبر من أن يُحصر الموقف منها في هبّة شعبية، لا تلبث أن تتلاشى مع الوقت؛ وقد سبق لعدد من المؤسسات الإسلامية الرسمية والأهلية، إقامة مؤتمرات تبحث في كيفية مواجهة هذه الاعتداءات والجهالات التي يرتكبها أفراد أو مؤسسات أجنبية، ونتج عن ذلك إنشاء منظمات تقوم بجهود مشكورة في التعريف بنبي الله للعالمين وخاتم المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ غير أنَّ الاعتداءات لا زالت تظهر بين حين وآخر في وسائل متعددة؛ وهو ما يتطلب عملاً أقوى وأعمق وأكثر إيجابية .. وكم نحتاج العودة لتوصيات تلك المؤتمرات وما طُرح فيها من وسائل نصرة مشروعة نخدم بها ديننا وننصر بها رسولنا صلوات الله عليه..

وفي ورقة عمل قدّمها الأستاذ الخبير والشيخ الجليل أ.د.جعفر شيخ إدريس، في "مؤتمر تعظيم حرمات الإسلام"، الذي أقيم في الكويت قبل بضع سنوات، ختم الشيخ ورقته بسؤال : ما العمل؟ ثم أجاب بجواب يستحق العناية، وأختم هذه المقالة باختصار ما جاء في جوابه من نقاط رئيسة .. قال شفاه الله وبارك في علمه وعمره وعمله :

أولا: أن ننأى بأنفسنا عن مشاعر الحزن والضيق والأسى، فإنها مشاعر سلبية لا تحل مشكلة خارجية وإنما تنشئ مشكلات نفسية. وما أكثر ما يحذرنا كتاب ربنا من أمثال هذه المشاعر السلبية، وما أكثر ما يذكرنا علماؤنا الأفاضل بهذه المعاني القرآنية.

ثانيا: أن نكون على يقين بأن مداهنة أعداء الحق ومحاولة إرضائهم بالاستجابة لمطالبهم - وهي مطالب قديمة- بتغيير هذا الدين وإعادة تفسيره بما يتناسب مع أهوائهم المعاصرة، أن هذا فوق كونه خيانة علمية فإنه لن يجدي شيئا في حل المشكلة.

ثالثا: في هذا الهجوم الغربي على ديننا : دلالته على أننا بدأنا نحيا وبدأنا نصحو إذ لو ظللنا أمواتا أو غافلين أو مغشيا علينا لما خاف منا أو اهتم بنا أحد؛ فعلينا أن نستمر في هذه الصحوة وأن نضاعف من حيويتنا ونشاطنا واعتزازنا بديننا واستمساكنا به، آملين أن نكون للغرب منارات هداية وقوارب نجاة

رابعا: إن ديننا هو الذي يزحف نحو الغرب ويكسب كل يوم من عقولهم وقلوبهم، وإن أديانهم وقيمهم وأيدلجياتهم هي التي توليه الأدبار؛ وهذا أمر يدعونا إلى المضي في نصرة ديننا بالحجج العقلية والعلمية والمعايير الخلقية ... لقد فرطت أمتنا في الأخذب بالأسباب العصرية لاكتساب القوة التي دعاها ربها إلى إعدادها. لقد آن الأوان لأن نبذل جهودا كبيرة في اكتساب العلوم الطبيعية المرتبطة بالتقنية والمساعدة على اكتساب القوة الاقتصادية والعسكرية.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed