طباعة

ماهية العلاقة الجدلية بين الوطن والمواطن والمواطنة!

Posted in الثقافة

homelandإن شعور الإنسان الأزلي بإنتمائه وولائه للرقعة الجغرافية التي عاش وترعر بها ضمن مجتمع له منتوجه الحضاري والفكري واصوله وعاداته وتقاليده وقوانينه، بلور العلاقة الجدلية بين "الوطن" و"المواطن" و"المواطنة"، وما يترتب عليها من التزامات وحقوق وواجبات تعزز وتقوي أواصر هذه العلاقة الإنسانية، التي تحفظ للمرء حقوقه وواجباته وتوفر له الطمأنينة والمحافظة على كيانه الشخصي والفكري والعائلي في المجتمع "الجمعي" بمنعزل عن الخوف والقلق ...

 

وعليه فلابد أن نتعرف عن قرب على هذه المفاهيم "المقدسة" لكي نحدد ماهية العلاقة بينها.

يتبلور مفهوم الوطن بعدة تعاريف تتباين حسب طبيعة تفكير الإنسان وثقافته ومعاناته في الحياة المرتبطة بالتمتع أو عدم التمتع بحقوقه المشروعة وتحقيق آماله، فمنهم من يقول بأن الوطن هو "مكاني الذي هاجرت اليه وأنا اشعر فيه بالامان لي ولاسرتي" ... وآخرٌون يرون بأن الوطن هو "المكان الذي ولدت فيه" أو هو "ارض آبائي وأجدادي"، وكذلك "المكان الذي ترعرعت فيه ولي به ذكريات" ... ومنهم من يذهب الى ابعد من ذلك بالقول أن الوطن هو "المكان الذي اشعر فيه بالامان من كل النواحي" ... ومن المفكرين من يقول بأن الوطن هو "المكان الذي تحفظ فيه كرامتي ويكون فيه معاشي" ... وهناك رأيٌ يحتفظ به بعض فقهاء اللغة بشأن تعريف الوطن بقولهم هو "المنزل الذي يقيم به الإنسان" ... حيث نلاحظ بأن أكثر التعاريف تشير الى ضرورة توفر أمرين أساسيين لصيرورة ونشأة الوطن في ذهن المواطن وهما "المكان" ذات المعالم الحضارية و"الأمان"، الذي يجب أن يتوفر في ذلك المكان، أي أن الوطن يعني في هذه الحالة "المكان الذي يتوفر فيه الأمان للإنسان"، ويقصد بالامان هنا سيادة القانون الذي يصون حقوق وكرامة الفرد في المجتمع الجمعي ويحدد الواجبات الملقاة على عاتقه في اطار مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية المعاصرة التي تؤمن بحرية الفكر والعقيدة والعيش الرقيد لأبناءها دون تمييز. وهذا الامر مرتبط بالدولة ومدى آهليتها واستعدادها لسن التشريعات القانونية وتنفيذها، وكذلك مدى التزام المواطن بهذه التشريعات واحترمه لها.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed