طباعة

الزلزال : ظاهرة طبيعية أم رسالة إلهية ؟

Posted in المجتمع

 

( البيانات ثم المعلومات ثم المعارف ) معنى يتجاوز المجموع الحسابى لها وروحا تتجاوز العالم المنظور إلى الكون الأوسع  , ولذلك قال الله تعالى : " ومن يؤتى الحكمة فقدأوتى خيرا كثيرا " , فالحكمة هنا رؤية كلية شاملة بعيدة عن التجزى والإستقطاب , وبالتالى تمكن صاحبها من رؤية الظاهرة وما وراء الظاهرة من معانى . والزلزال ( من الناحية الإدراكية ) كظاهرة جبارة وهائلة لا يمكن إد راك أبعادها برؤية ميكروسكوبية كما لا يمكن إدراكها حتى بالرؤية العادية ( بالعين المجردة ) وإنما تحتاج لرؤية تلسكوبية كونية شاملة . والزلزال ( من الناحية المعرفية ) كظاهرة متعددة المستويات والتأثيرات  لايمكن قراءتها على مستوى البيانات أو مستوى المعلومات أو مستوى المعارف , وإنما تحتاج لمستوى الحكمة ( المتعدد الأبعاد والمستويات والقادر على قراءة الملفات الظاهرة والمخفية , والقادر على الإستنباط التجريدى , والقادر على الربط بين عالمى الشهاد ة والشهود ) .

 

وبناءا على ما سبق من تصحيح للخلل الفكرى " الإستقطابى أو " الإختزالى " نجد أننا نحتاج إلى جهد هائل على مستوى قراءة ظاهرة الزلازل فى بعديها الطبيعى الظاهر والروحى غير الظاهر . فمن الناحية الطبيعية ربما نحتاج إلى إيقاف العبث بالأرض وبالغلاف الجوى , وهذا ما دعا إليه المصلحون فى مؤتمر الأرض والذى تخلفت أمريكا عن حضوره على الرغم من أنها أكبر عابث بالطبيعة من خلال تفجيراتها النووية ومصانعها وحروبها . ومن الناحية الدينية نحتاج للتوقف كثيرا أمام أخطائنا وذنوبنا التى تزداد يوما بعد يوم حتى لتكاد تلوث الأرض ومايحيط بها . وهذه النظرة الدينية للزلزال ليست نظرة ميتافيزيقية موغلة فى التفكير السحرى وإنما هى نظرة غاية فى الواقعية والإيجابية , فمثلا إذا تصورنا ان أسرة تعيش فى شقة وأنهم جميعا يعبثون بمبانيها وأثاثاتها , ويتركون بقاياهم فى أركانها , ويتركون مواسير المياه والصرف الصحى بلا إصلاح , ويرتكبون كل الموبقات التى تلوث وعيهم وضمائرهم وتشعل العداوة والبغضاء بينهم , فماذا يكون حال هذه الشقة التى يسكنونها بعد عدة سنوات ؟ , هذا بالضبط هو حال الأرض مع انتشار المظالم والمفاسد . وقد يقول قائل : إن المفاسد تقع فى الأرض كلها فلماذا يقع الزلزال فى مكان معين دون الآخر على الرغم من أن المكان الآخر يكون أكثر فسادا ( كأمريكا وإسرائيل مثلا مقارنة بجنوب شرق آسيا ) , والإجابة هنا لا تخضع للقوانين الظاهرة بالكامل وإنما يحكمها أيضا قوانين غيبية , فلله حكمة فى اختيار مكان ما وزمان ما لإيصال رسالة للبشر توقظهم وتنبههم حتى لا يغتروا بالإستقرار الكاذب على سطح الأرض فيمعنوا فى الطغيان والفساد , وهذا بالضبط كشخص صحيح البدن قد علا وتجبر على الناس بصحته وقوته فيصيبه الله بمرض يكسر جبروته أو يوقظه من غفلته , وهذا المرض يصيب أى جزء من جسده وليس شرطا أن يكون هذا الجزء هو المتورط فى الطغيان أو الفساد وإنما هو جزء يمرض لكى تصل عن طريقه رسالة الإنتقام أو الإيقاظ . ومع هذا فلن يعدم المراقب المتأمل أن يجد فى كل مكان حدث فيه زلزال مروع مظهرا أو أكثر من مظاهر الإفساد , فعلى سبيل المثال : زلزال جنوب شرق آسيا الأخير والمروع الذى مات فيه حوالى 160 ألف نسمة , هذا الزلزال أصاب منطقة انتشر فيها ما يسمى بالسياحة الجنسية حيث هرع الأوربيون بالألاف بحثا عن المتعة الجنسية الخاصة التى ربما تمنع قوانين بلادهم ممارستها مثل : مواقعة الأطفال الذكور أو الفتيات الصغار , وقد قام بعض الآسيويون بخطف الأطفال لاستخدامهم فى هذا الغرض كما قام بعض الناس ببيع أو تأجير أطفالهم وبناتهم للقوادين لاستخدامهم فى هذه التجارة الآثمة والمخالفة للأعراف والقوانين والأخلاق كما هى مخالفة لكل الأديان السماوية .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed