طباعة

كن عبدي وإلا قتلتك

Posted in المجتمع

abused-palestanianينبغي أن نعيد النظر في حادث 11 سبتمبر دون دهشة.إنه النتاج الطبيعي لاختيارهم، كما أنه الرمز المنذر لما يمكن أن يلحقنا جميعا، نحن وهم، إذا استمر الحال على ما هو عليه. عادوا يتساءلون: «لماذا يكرهوننا»؟، وكأن السؤال لا يحمل جوابه دون حاجة إلى إجابة. منذ أن كتب وليم ليديرر كتابه سنة 1958 بعنوان «الأمريكي القبيح» حتى كتب حلمي شعراوي في العدد الماضي من (سطور 68) ما ذكرنا به،

 

أو عرفنا به، ونفس السؤال يتردد وكأنه ليس ناقصا إلا أن يدرج في حقوق الإنسان «الأمريكي»: أنه على سائر البشر أن يحبوا الإنسان الأمريكي بوجه خاص، فإذا لم نحبه فنحن نتجاوز حقوق الإنسان عامة وليس الإنسان الأمريكي فحسب.

أتصور أن مسألة حقوق الإنسان الآن تتطور بشكل يناسب لغة العصر «العالمي الجديد». هي لم تعد حقوقا عامة، ولا واجبة طول الوقت. أصبحت حقوقا نوعية، جغرافية، دينية، مرحلية، تفصل في كل مناسبة حسب مصالح ومتطلبات الأسمى فالأدنى. السمة الثانية الجديدة لحقوق الإنسان الخاصة هي ملاحق المذكرات التفسيرية لتنظيم احتمال تعارض حقوق الإنسان الأرقى مع الإنسان الأدنى، مثال ذلك أنه إذا تعارضت حقوق الإنسان الأعلى مع حقوق الإنسان الأدنى فإن الأولي تجب الثانية شرعا. بهذا الفرض فإنه إذا كان من حق الإنسان الأمريكي أن يحب من سائر البشر ومن حق الإنسان الفلسطيني أن يكون له وطن، (بعد إثبات أنه إنسان دون اعتراض في مجلس الأمن) فإن على الفلسطيني أن يحب الأمريكي أولا ثم ينتظر حقه في الوطن حسب مزاج المحبوب ودرجة رضاه.

ما كل ما هو أمريكي: أمريكي

أخشى أن يفهم القارئ أنني أتحدث عن كل أمريكا أول كل أمريكي. أمريكا بلد من بلاد الله لخلق الله، فيها ما يحب، ومن يحب، كانت أملا للعالم الحر كما كان الاتحاد السوفييتي أملا للعدل والفرص الكريمة، لكن ما كل ما يتمني الناس يدركونه، «يأتي الدولار بما لا يشتهي البشر». أمريكا التي أشير إليها هنا قد لا يكون موقعها في القارة الأمريكية أصلاً، أنا أصف أمريكا الحقيقية عبر العالم، أمريكا العولمية هي التي عينت بوش في منصبه الحالي وليس الشعب الأمريكي، عينته وهو أبعد ما يكون عما يؤهله لمنصب ساع عند مدير عام جمعية زراعة البطاطس المصرية، هذه الأمريكا الفوقية الخفية هي التي جعلت بوقها الدبليو هذا يدافع عن حق شارون في قتل الناس في بيوتهم وسياراتهم دون محاكمة دفاعا عن مستعمرين احتلوا أرض غيرهم لا لينصبوا فيها الثكنات حتى يجلوا، ولكن ليقيموا عليها مستعمرات دائمة طاردة لأهل الأرض الأصليين. هذه الأمريكا العابرة للأخلاق والمبادئ والحقوق والقانون والتاريخ والجغرافيا، هي التي تجعلنا نتمسك بحق كراهيتها بقدر ما تفترض لنفسها حق أن نحبها رغم كل ما تمثله وتفعله.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed