الثلاثاء, 15 كانون2/يناير 2013 01:57

الزواج قد يطيل الأعمار !

كتبه  موسوعة الملك عبدالله بن عبد العزيز العربية للمحتوى الصحي
قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

وها هو سببٌ آخر يدعو العازبين إلى البحث عن شريك حياتهم، والحرص على ديمومة زواجهم! فقد توصَّلت دراسةٌ حديثة إلى أنَّ حياة العزوبية التي تستمرُّ حتى منتصف العمر قد تزيد من خطر الموت المبكِّر لأصحابها.


في الوقت الحالي، يمكن تعميمُ نتائج هذه الدراسة بشكل خاص على النساء والرجال الأمريكيين الذين دخلوا سنَّ الأربعين من أعمارهم، حيث تزداد لدى هذه الفئة من البشر احتمال بلوغ أعمار متقدِّمة في السن. وقد وجد الباحثون أنَّ الحالة الزوجية تؤثِّر بشكل واضح في ذلك الاحتمال، حيث تزيد العزوبية من احتمال مواجهة الموت المبكِّر بمعدل الضعفين بالمقارنة مع الذين ينعمون بحياة زوجية دائمة ومستقرَّة.
لاحظت معدَّةُ الدراسة البروفيسورة إلين سيجلر، الطبيبة النفسانية بمركز جامعة ديوك الطبي، أنَّ متوسِّط العمر المتوقَّع للأمريكيين الذين بلغوا الأربعين من أعمارهم هو 83 سنة.
انطلاقاً من ذلك، بدأ الباحثون بإجراء دراستهم لتقصي أثر الحالة الزوجية على ذلك الرقم، وذلك عن طريق تحليل بيانات أكثر من 4800 مريض ذكر وأنثى من مواليد الأربعينيات من القرن الماضي (82 في المائة منهم ذكور، وجمعيهم من البيض).
وقد جرى أخذُ العوامل السلوكية الأخرى (مثل التحصيل العلمي والمهني والتدخين وتعاطي الكحول وممارسة الرياضة) بعين الاعتبار، وذلك بالتوازي مع تبدُّل الحالة الزوجية وحالات الوفاة.
وقد أشارت النتائجُ إلى أنَّ النساء والرجال الذين دخلوا منتصف أعمارهم ولم يسبق لهم الزواج كانوا أكثرَ عرضة للموت المبكِّر بمقدار الضعفين بالمقارنة مع أقرانهم المتزوجين.
وبشكل مشابه، وجدت الدراسة أنَّ الأشخاص الذين سبق لهم الزواج، إلا أنهم انفصلوا عن شركائهم وبلغوا منتصف أعمارهم وهم على تلك الحالة، كانوا أكثر عرضةً للموت المبكِّر بمعدل 1.64 ضعفاً بالمقارنة مع المتزوجين الذين حافظوا على علاقتهم الزوجية.
يقول الباحثون إنَّ تلك الفوارق بقيت قائمةً حتى بعد أخذ جميع العوامل الشخصية والسلوكية والصحية بعين الاعتبار، والتي قد تؤثِّر من الناحية النظرية في معدَّلات الموت المبكر.
ويعتقد الباحثون أنَّ "الوِحدَة المزمنة" قد تكون العنصرَ الوحيد من بين العناصر الأخرى الذي يرفع من معدلات الوفاة، وهي الظاهرة التي يتوجب إيلائها المزيد من الاهتمام مع التقدم في السن.
الدكتورة ماركي بلومر، الأستاذة المساعدة بجامعة نيفادا في لاس فيغاس، والتي تعمل لصالح برنامج الزواج والإصلاح العائلي في الجامعة، أعربت عن إعجابها بالبحث وطريقة إعداده، إلاَّ أنَّها رأت ضرورة توخِّي الحذر من وضع البيض كلِّه في سلَّة واحدة، وذلك على حد تعبيرها.
تقول الدكتورة بلومر: "كطبيبة سريرية، تساعدني نتائج هذه الدراسة عندما أتعامل مع المواليد، إذا إنَّها توجهني لضرورة التأكُّد من حصولهم على دعمٍ اجتماعي كافٍ. في الوقت ذاته، فلقد وجدتُ العديد من القيود أو نقاط الضعف في هذه الدراسة (مثل وجود نسبة كبيرة من الذكور بالمقارنة مع الإناث في هذه الدراسة)، وقد أقر معدُّوها ببعض منها. إنَّ جميعَ تلك النقاط جديرة بالأخذ بعين الاعتبار عند رغبتنا بتوجيه رسالةٍ إلى الناس تنبههم إلى دور شركائهم في صحتهم، إذ إنَّ الكثير من الأشخاص الذين يعيشون حياةَ العزوبية، سواء لعدم إقدامهم على الزواج أو بسبب وفاة الشريك، قد يعتقدون أنهم يواجهون خطراً بالغاً".

وتؤكِّد الدكتورة جانسي كيكولت – جلاسر، أستاذة الطب النفسي في المعهد الطبي للسلوك بجامعة أوهايو، أنَّ تأثيرَ الزواج في صحَّة المتزوِّجين يتأثر إلى حد كبير بالفوارق الجنسية بينهما.
تقول الدكتورة جلاسر: "ييدو أنَّ السبب وراء ذلك يعود إلى تفوق الشبكة الاجتماعية للمرأة بالمقارنة مع الرجل. فالنساءُ أكثر ميلاً من الرجال لتشكيل مجموعات متنوعة من الأصدقاء والأقارب يشاركونهم مشاعرهم ويعيشون بالقرب منهم. أمَّا بالنسبة للرجال، فإنَّهم يرون الزوجةَ الصديقَ الحميم الرئيسي لهم، وبذلك فمنِّ الوارد جداً ألاَّ يتخذَ الرجل العازب صديقاً حميماً له".
بقي أن نذكر أن الصلةَ المكتشفة من خلال هذه الدراسة لم يجر إثباتها من خلال علاقة سببٍ ونتيجة.
آلان موزيس، هيلث داي نيوز – الجمعة 11 يناير/كانون الثاني 2013

 

المصدر : www.kaahe.org

إقرأ 9650 مرات
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed