الثقافة (263)
فإن كثيرا من الشباب اليوم مبتلى بالمواظبة على سماع الأغاني ويقضي معها الساعات الطويلة في ذهابه وإيابه وفي بيته وفي عمله وفي نزهته وفي سفره ومع عائلته وقلبه متعلق مهيم مفتون بسماع الدندنة والأصوات الحسنة والكلمات العاشقة حتى صار يحفظ الكثير من كلمات الأغاني وله ولع في معرفة أخبار وأحوال المغنين ويزداد الأمر سوءا إذا أدمن ذلك وصار ديدنا له وشاب على هذه العادة القبيحة فترى الرجل قد طعن في الستين وأكثر وهو يخصص أوقاتا لسماع الأغاني ولا يستطيع أن يمر عليه يوم وهو لم يسمعها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { من سرّه أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه}.
لاشك أن النفس بطبيعتها محبة للخير، تعمل على التماس السبل التي تسوق لها السعة في الرزق والبركة في العمر والأجر، والرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب بهذا الحديث هذه النفس، فيرشد إلى طريق السعة في الرزق وكثرته، وإلى طريق التوفيق في العمل، فيهدي العبد إلى العمل الكثير، ذي الأجر الجزيل، في عمره القليل، ووسيلة بلوغ ذلك كله صلة الرحم.
المهدي سيكون عصر اكتشاف قوانين الارتقاء البشري من داخل العلاقات الاجتماعية
كتبه عبدالامير الركابيامضى الانسان حتى الان سبعة الاف سنة، منذ ان تاسست الحضارة البشرية المرتكزة الى التنظيم الاجتماعي، والذي يلاحظ بوضوح، ان هذه المسيرة قد اكتنفها او طبعها خياران، هما خيار" حكم الانسان لنفسه" بمواجهة رؤية، " الرضوخ للحكم الكوني "، اي المعاش والملموس بمواجهة وراثة الله للارض وماعليها، وقيام النظام العدل.
قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}... سورة الاسراء، فى هذه الآية امر الهى من الله سبحانه وتعالى بالبر بالوالدين، خاصة الأم التي خصها رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث رواه أبو هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أبوك). رواه البخاري ومسلم.
المدرسة ودورها في تنمية ثقافة الانتماء الى الوطن
كتبه صفاء باسم العراقيالانتماء الى الوطن ثقافة ينبغي ان يتحلى بها الفرد لأنها تمثل حجر الاساس في حياة المجتمع وتحدد مدى استقرارها وتماسكها وتعتبر ضرورة حين يتقدم المجتمع باتجاه العالم حيث تزايد الاحتكاك الثقافي بين مختلف الشعوب فيحتاج هذا التقدم والاحتكاك مع الشعوب الاخرى والثقافات المختلفة الى مزيد من تعميق الشعور بالانتماء الوطني وترسيخ أبعاده عند كل فرد منا،
يعتبر من سابع المستحيلات هذه الأيام أن تمر نشره إخبارية دون أن تحتوي أخبار قتل أو تفجيرات في بلد عربي. فقد أصبحت التفجيرات والمظاهرات ومناظر الأشلاء المتناثرة بين حطام السيارات و أنقاض البيوت أو المباني المدمرة مناظر و أخبار عادية تألفها الأذن والعين العربية. ويأتي العراق و فلسطين في مقدمة الدول العربية التي يحدث بها القتل والتدمير، وقد انضمت لهما مصر واليمن ومؤخرا سوريا،
الحمد الله والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه وسلم ومن اتبع هداه إلى يوم الدين بادئ ذي بدئ يعتبر الشباب هم الركيزة والنواة والشريحة الأولى في بناء المجتمع والوطن لما يتمتعون به من قوة ونشاط وهمة عالية لذا حرص ديننا الإسلامي الحنيف على الاهتمام بالشباب في القرآن والسنة فقد ذكر الله سبحانه وتعالى كل ما فيه هداية البشر لنأخذ منهم العبرة في الدعوة إلى الله سبحانه قال الله تعالى:- ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [يوسف: 111]
القرآن العظيم يكون هداية لأقوام وحُجَّة لهم، ويكون وبالاً وحسرة على آخرين وحُجَّة عليهم، ألم يقل الله تعالى عن القرآن: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدَىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى)، وقال سبحانه: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارَاً)، فالقرآن هداية وشفاء للمؤمنين به والمتبعين له، أما المعرضون عنه فبينهم وبين هدايته حجاب، (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابَاً مَسْتُورَاً .
منذ اندلاع شرارة الثورات العربية في تونس مطلع العام السابق، شهدت ست دول عربية موجات من الاحتجاجات والاضطرابات التي تباينت في مردودها بين القضاء على النظام الحاكم كما في تونس وليبيا، وإن كانت الأخيرة تمت بتدخل خارجي، وهناك دول أزاحت رؤوس النظام من دون باقي أركانه كمصر واليمن، أما في سوريا فمازالت الصراعات مستمرة بلا هوادة بين المعارضة والنظام، وأخيرا في البحرين تم إجهاض الثورة أو على الأقل احتواؤها.
مع كل جهد احتسابي يقوم به بعض الفضلاء لمواجهة حملة التغريب الممنهجة المتجاوزة لكل الضوابط والقيم التي يدين بها المجتمع، تأتي الانتقادات المعتادة لهم بأن هذا: (عمل هامشي، وانشغال عن ما هو أهم، وقصور في الأولويات، وابتعاد عن الإصلاح المالي والسياسي، .. الخ).