طباعة

الذين لا يعجبهم العجب

Posted in الثقافة


إذا دعا الرئيس البرلمان المنتخب للعودة للانعقاد وممارسة دوره التشريعي والرقابي قالوا: اعتداء على أحكام القضاء، وإذا ألغى الإعلان المكبل قالوا : ديكتاتور يجمع كل السلطات في يده، وإذا اصدر قرارا بقانون قالوا: يستغل صلاحياته، وإذا لم يصدر قالوا: لا يريد أن يمارس صلاحياته!

حين خرج الرئيس على مواطنيه وشعبه في ميدان التحرير رافضا أن يحول الحرس بينه وبينهم قالوا: حركات عنترية ومظهرية وعلى الرئيس أن يعلم أنه لم يعد يمثل نفسه ويجب أن يخضع لإجراءات التأمين والحراسة، وحين تقوم الأجهزة الأمنية بتأمين اعتيادي لمحيط المكان الذي يتواجد فيه الرئيس أو المسجد الذي يصلي فيه يقولون: إن الرئيس يمارس نفس ممارسات المخلوع الفرعونية!.
يتكون لديك يقين يزداد يوما بعد يوم أنهم يتمنون ألا يتخذ الرئيس أو الحكومة أية قرارات لصالح الشعب ولصالح المستقبل، ويدفعون في اتجاه استفزاز الرئيس والحكومة من جهة واستفزاز الإخوان وحزب الحرية والعدالة من جهة أخرى ليقوموا بأي رد فعل فيه شيء من السلبية ليطيروا به ويضخموا فيه، فسقوط الإخوان عندهم أهم من الحفاظ على الدولة، وسقوط الرئيس والحكومة أهم من إنقاذ الأمة وبناء الدولة، بل إن أحدهم صرح ذات مرة بأنه يريد أن يقع صدام بين الجيش الوطني وبين الإخوان المسلمين حتى لو استمر سنين وحصد أرواح آلاف المصريين وفكك الدولة المصرية، ثم يبدأ سيادته وأمثاله بإعادة بناء الدولة من جديد! هل سمع العقلاء بمثل هذا السفه من قبل؟

قال صاحبي بعد أن استعرضت معه جملة من هذه الحقائق: ما الذي يجب علينا في مواجهة هذه الحالة غير الطبيعية؟ قلت: أن نمضي في طريقنا لخدمة وطننا دون التفات لمن يحاول تعويقنا أو تشتيت انتباهنا وتركيزنا أو جرنا إلى مجادلات عقيمة لا جدوى منها، علينا أن نستفيد من كل نقد بناء وعملي، وأن نتجاوز كل صيحات النقد الخالية من المضمون الحقيقي، وألا نلقي بالا للذين يلتمسون للبرآء العيب والذين لا يجدون في الورد عيبا فيعيرونه بأنه أحمر الخدين.

وأخيرا:

إذا كانت محاسني التي أدل بها --- عيوبا فقل لي كيف أفتخر

 

المصدر : www.saaid.net

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed