طباعة

مستقبل القصة القصيرة إلى أين؟!

Posted in الثقافة

وإذا كان الشعر ديوان العرب في الماضي، والرواية ديوان العرب في القرن العشرين إلى اليوم؛ فإن القصة القصيرة ربما ستغدو ديوان العرب بعد عشرين أو ثلاثين عاماً، من منظور تحولات الأجناس الأدبية نحو البنيات السردية المحدودة كماً وكيفاً وذات المقروئية العالية؛ وهنا تبدو القصة القصيرة هي الأكثر قرباً إلى أن تكون تاجاً للإبداع الرقمي مثلاً، أو للإبداع عموماً بصفتها تكثيفاً، فما يمكن قوله في مئة صفحة قد نختصره في صفحة أو صفحتين، أي في قصة قصيرة!
من المهم أيضاً، أن نتنبه إلى أنّ أي قاص لن يكون علماً  في المستقبل  في مجال كتابة القصة القصيرة أو القصة القصيرة جدًا. وإن بدا القاص يبحث عن نجومية ما كنجومية تشيخوف أو موباسان أو يوسف إدريس أو زكريا تامر مثالاً في كتابة القصة القصيرة، فلن يجدها على أية حال مستقبلاً ؛ إلا إذا دخل إلى عالم كتابة الرواية من ثَقب القصة القصيرة، باعتبار كثير من الروايات  لم تخرج عن كونها عدداً من القصص القصيرة كما أسلفت.
في المحصلة، لن نتوقع أن نرى نعشاً للقصة القصيرة في المستقبل، ولن ندعو إلى قتلها إن اعتقد البعض أن التجريب والتجريد في جسدها سكين، لا بدّ أنها القاتلة، ولا بدّ أن نتوقع لها بصفتها بنية سردية رئيسة أن تغزو كلّ الأجناس الأدبية الأخرى، والخطابات الثقافية والمعرفية والتواصلية في الحياة المعيشية اليومية، وفي الوقت نفسه ستبقى خطاباً إبداعياً مستقلاً، يمتلك هوية القصة القصيرة أو القصة القصيرة جداً!! وفي ضوء ذلك لا أتفق مع من يرون أنّ القصة القصيرة نص مغلق قابل للتلاشي في المستقبل (يرى ذلك د.عبد الله إبراهيم  في مقالته: هل حان الوقت لإعلان وفاة القصة القصيرة؟، جريدة الرياض، 3نوفمبر2011) .
أتمنى أن تحظى القصة القصيرة بجوائز عالمية، ومسابقات عديدة، وملتقيات نقدية مكثفة، ودراسات عليا جادة، وتجمعات رقمية مهمة ؛ كموقع القصة الذي يديره الأستاذ جبير المليحان، ونشر فاعل، وأن تكون هناك مؤسسات أهلية ورسمية ترعى هذا الفن الأصيل، القادر على أن يحمل نثريات العالم اليومية كلها على ظهره وفي أحشائه دون كلل أو ملل!!
المصدر : .www.maktoobblog.com
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed