طباعة

طبيب نفسى ام طبيب كيميائى

Posted in المجتمع

والتى تولى العلاج النفسى اهتماما خاصا , تلك المدارس للأسف لا تجد فى المؤتمرات والندوات غير التجاهل والإهمال لأنها لن تحقق مكاسب لشركات الدواء التى تنفق على هذه الأنشطة العلمية وغيرها فى الوقت الحالى , وأصبح من يتحدث عن العلاج النفسى فى مصر كأنه درويش دخل محفلا علميا . وقد وقعت هذه المدارس فى بعض الأخطاء دعم هذه النظرة إليها حيث تبنى بعض روادها أفكارا فلسفية غامضة أو غريبة أو شديدة الخصوصية جعلت الكثيرين من الأطباء النفسيين يعزفون عن هذا التوجه النفسى ويتوجسون منه خيفة , ويتجهون إلى العلاج الكيميائى الواضح والبسيط , وخاصة وأنه يؤكد هويتهم الطبية ( وكذلك بعض المرضى ) . ويشيع بعض كبار المتحمسين لسياسة العلاج الدوائى فقط بأن هذا اتجاها عالميا , وهذا غير صحيح , فالطبيب النفسى فى العالم كله يمارس العلاج النفسى بأنواعه المختلفة ( والذى ربما يختلف بعض الشئ عن تصورات المريض الرومانسية فى الأريكة والإعتراف والطبطبة والإعتمادية الكسولة ) , وهذا لا يمنع وجود أعضاء آخرين فى الفريق العلاجى مثل الأخصائى النفسى والأخصائى الإجتماعى , وهؤلاء تحول لهم الحالات التى تحتاج لتقنيات خاصة يجيدها هؤلاء المتخصصون . وفى مصر والوطن العرب ليس متاحا للمريض خاصة فى العيادات الخاصة  رؤية أخصائى نفسى أو اجتماعى , ومن هنا يتعرض المريض النفسى لعلاج اختزالى يهتم بجانبه العضوى المخى فقط , وبأعراضه دون كيانه الإنسانى . وكانت نتيجة هذا التوجه الطبنفسى الإختزالى أن عزف المرضى النفسيون عن الذهاب إلى الأطباء وفضلوا عليهم المشايخ ( وهو تعبير يطلق بدون وجه حق على هواة العلاج الشعبى ذوالصبغة الدينية ) والدجالين والسحرة والمشعوذين ( 80% من المرضى النفسيين يذهبون لهؤلاء طبقا لإحصاءات علمية ) لا لشئ إلا لأنهم يريدون أن يتعامل أحد معهم بكليتهم وليس بكيميائيتهم , ولكنهم يكتشفون فى النهاية أنهم ضلوا الطريق إلى العلاج المنهجى المتكامل.

 

والعلاج المنهجى المتكامل والشامل لمستويات الإنسان المتعددة  ليس حلما أو مطلبا مثاليا وإنما هو ما تعارف عليه أهل مهنة الطب النفسى فى العالم كله , ولكنه اختزل هنا فى مصر بسبب الكسل أحيانا أو بسبب ضيق الوقت ( خاصة لدى الأطباء النجوم الذين تزدحم أجندتهم بمواعيد الندوات والمؤتمرات والمقابلات الإعلامية ) أو بسبب عدم المعرفة بفنيات ومهارات العلاج النفسى لدى تلاميذ المدرسة البيولوجية ( وهم للأسف كثيرون ) . وقديما قال ابن القيم رحمه الله أن الطبيب الذى له معرفة بأحوال الجسد فقط وليس له معرفة بأحوال  القلوب والأرواح هو نصف طبيب , فكم بمصر الآن من أنصاف الأطباء , أو الأطباء الكيميائيين ؟

 

المصدر : www.hayatnafs.com

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed