الأحد, 16 كانون1/ديسمبر 2012 22:09

متى نهذب أطفالنا؟

كتبه  منى عزمي
قييم هذا الموضوع
(3 أصوات)

حينما يبدأ الطفل في إثبات وجوده والتعبير عن نفسه بحركاته يميناً ويساراً ويصبح باستطاعته اللعب في الأجهزة الإلكترونية وجذب المفارش بما عليها من أشياء ثمينة وقابلة للكسر وإفراغ محتويات الدواليب وأرفف الكتب، وتسود الفوضى داخل البيت وتكثر الخسائر ويتحير الوالدان وتبدأ شكواهما من صعوبة التعامل مع هذا الطفل وعدم القدرة على ردع تصرفاته؛ لأنه صغير السن ولا يمكنه التفريق بين الصواب والخطأ، ومن هنا انطلقنا للحوار مع الآباء والأمهات ومن لهم الخبرة في التربية لنعرف منهم متى نبدأ الخطوات الأولى في تهذيب أطفالنا..

 

متى يبدأ إدراك الطفل للصواب والخطأ؟

بداية تقول "أروى" طبيبة رزقها الله بطفلتها سارة وهي تبلغ الآن من العمر عاما أنها بدأت من الشهر العاشر تتحرك أكثر في المنزل وتجذب الأشياء من أماكنها، وحينما كنت أخرج في التجمعات العائلية كانت تسبب لها مشاكل كثيرة وقد تتسبب في كسر أشياء ثمينة؛ مما يعرضها لمواقف محرجة، ولهذا بدأت في تنظيم سلوكها رغم أنها لن تعي الإدراك الكامل لمفهوم الصواب والخطأ، إلا أنها ترى أن على الأبوين البدء في غرس بذور التحكم في النفس لدى الأطفال وتعليمهم احترام حقوق الآخرين حتى يتخطوا مرحلة التركيز على الذات.

في أي مرحلة عمرية يمكن للوالدين تهذيب أطفالهم؟

وتتفق معها "نهى" مدرسة وأم لطفلين يوسف ويبلغ من العمر ستة أعوام ومعاذ ويبلغ من العمر سنة ونصف، وتقول: لا يجوز أن يكون صغر سن الطفل مبررا لفعله أي شيء وقد اكتسبت خبرة بسيطة مع طفلي الأول؛ لذا يجب على الأبوين تعليمه التعايش في ظل حدود وضوابط منذ السنوات الأولى لأن ذلك يقلل من الفوضى الشديدة التي يحدثها الطفل في السنوات الأولى من حياته ولإعداده مستقبلاً للتعامل مع المجتمع المليء بالضوابط.

ما هو الأسلوب التربوي الذي يتبعه الأبوان في تهذيب طفلهما؟

أما "باسم" مهندس شاب وأب لتوأمين عمرهما عامان يرى أنه لا يجب المغالاة في توسيع نطاق الضوابط التي يقررها الوالدان لطفلهما وأن تعتمد فقط على أولويات الأسرة؛ فمثلاً عدم الوقوف على الأرائك بالحذاء وعدم الأكل في غرف النوم وعدم لعب الكرة داخل المنزل والابتعاد عن مكتب الوالد أو الوالدة، وهذا من خلال استخدام أسلوب مهذب مع الطفل مثل: من فضلك أو لو سمحت ونشكره بعد أن ينفذ ما طلب منه ونحترم مشاعره وآدميته حتى يحفزه هذا على المحافظة على هذه الضوابط واتباعها.

أما محمد طبيب نفسي وله ثلاثة أولاد يرى أنه من السهل وضع أسس وحدود للأطفال إلا أن تطبيقها ليس سهلاً فبعض الآباء والأمهات يعتقدون أن الطفل الصغير لا يستطيع أن يدرك عملية الصواب والخطأ أو التمييز في التصرفات وهذا اعتقاد خاطئ؛ لذلك فعلى الأب والأم عدم الاستسلام للطفل الذي ينفجر في البكاء لدى تأنيبه وسماعه لفظ "لا" وألا يضعفا أمامه وأن يتذكرا دائماً صالح الطفل لأنه إذا لم يتعلم الضوابط مبكراً فسيكون من الصعب عليه أن يتعلمها فيما بعد. وقد يواجه الوالدان الصعوبة في البداية مع طفلهما ولكن بالمثابرة سيستجيب الطفل وينفذ هذه الضوابط تدريجياً.

نعت الطفل بالسوء

تقول "هالة" ربة منزل ولها ثلاثة أطفال أعمارهم تتراوح بين العامين وستة أعوام: أنا عصبية جداً ولا أتحمل شقاوة أولادي ودائماً أوبخهم وأحياناً أضربهم، ولكن بعدها أشعر بالندم وأحاول أن أكون أفضل من هذا معهم.

وتختلف معها "فاطمة" ربة منزل أيضاً فتقول إن نعت الطفل بالسوء قد يدمر ذاته ويؤثر في ثقته في نفسه، والصحيح أن نوجه النقد إلى ما فعله الطفل وليس للطفل نفسه كأن نقول له لاتضرب الأطفال لأن هذا الفعل سيئ ولا نقول له أنت طفل سيئ ولا نفرط في قول كلمة "لا" فكثرتها تحبط الطفل.

ذاكرة الطفل الصغير محدودة

وتتشابه "أميمة" موظفة في أحد البنوك مع فاطمة ولها طفل صغير عمره عام ونصف. تقول: لاحظت أن ذاكرة الطفل الصغير محدودة فلا نتوقع أن يتعلم بسرعة من المرة الأولى بل يجب تكرار ما تم منعه منه عنه ونتحلى بالصبر ونكرر المنع يومياً حتى يستقر في ذاكرته ونقوم بعمل متابعة له؛ فإذا نهرت الأم طفلها على اللعب في الكهرباء مثلاً فلا تنهره مرة ثم تتركه مرة أخرى يلعب بها، بل تصر على موقفها وتحاول لفت انتباهه إلى لعبته المفضلة.

مدح الطفل يقوي ثقته بنفسه

أما "حازم" مدرب سباحة وأب لطفلة اسمها مريم عمرها أربعة أعوام فيقول: يجب على الأبوين امتداح طفلهما لفعله الصواب فذلك يرفع من روحه المعنوية ويقوى ثقته في نفسه. ويجب أيضاً تعويد الطفل أن يحاول إصلاح ما فعله من أخطاء فمثلاً يحاول تجفيف اللبن الذي سكبه أو يقوم بجمع لعبه بعد أن ينتهي من لعبه بها ويضعها في المكان المخصص لها واجعليه يشعر أنه قام بعمل رائع يستحق الشكر عليه.

وأخيراً عاملي طفلك باحترام وكوني مهذبة في حديثك معه وتجنبي إرباكه وإشعاره بالخجل بأن تنهرينه أمام أحد، ومن أجل صحة طفلك النفسية دعيه أحياناً يمارس بعض الحرية في اختيار لعبه أو نوع الحلوى التي يفضلها واعلمي أن طفلك أمانة عندك وقلبه جوهرة قابلة لكل نقش؛ فإن عود السلوكيات الصحيحة ونشأ عليها سيسهل عليه قبولها عند الكبر لاستئناسه بها عند الصغر. حفظ الله لكم أطفالكم وسهل عليكم تربيتهم وجعلهم من الأبرار.

 

 

المصدر : www.kidworldmag.com

إقرأ 10939 مرات
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed