طباعة

الاضطرابات التحويلية - الهيستيريا التحويلية

Posted in في أنفسكم

وبعض الأعراض التحويلية أسوأ إنذاراً من غيرها من حيث عدم استجابتها للعلاج وإزمانها وتكرارها مثل الرجفة والاختلاجات شبيهة بالصرع .

وقد وجدت بعض الدراسات التي أجريت في المراكز العصبية على المرضى المصابين بالأعراض التحويلية أنه إذا تمت متابعتهم سنوات طويلة فإن نسبة كبيرة منهم يصابون بأمراض عصبية وعضوية ، ونسبة أخرى تصاب بامراض نفسية أخرى . اما الدراسات التي أجريت في المشافي النفسية على المرضى المصابين بأعراض تحويلية فقد بينت متابعتهم لعدة سنوات أنه لم يتغير التشخيص في غالبية الحالات ولم تظهر أية أمراض عصبية أو جسمية او نفسية أخرى .

وهذه الاختلافات في النتائج بين الدراسات يمكن فهمها بأنها ترتبط بنوعية المرضى المحولين للدراسة واختلاف عينات المرضى المدروسين وغير ذلك . ولكن تبقى النتيجة العامة أنه لابد من الانتباه إلى إمكانية وجود أمراض عصبية وجسمية في حالات الاضطرابات التحويلية وضرورة التأكد من نفيها وأيضاً ضرورة متابعة هؤلاء المرضى عموماً .

ومن ناحية أخرى بينت عدد من الدراسات الحديثة أن نسبة كبيرة تصل إلى 25% من حالات شخصت وعولجت على أنها حالات من الصرع العصبي الحقيقي ، أنها حالات من الاضطراب التحويلي شبيه بالصرع وليست صرعاً حقيقياً ( ومن الممكن بالطبع ترافق حالات الصرع الحقيقي جنباً إلى جنب مع الاضطراب التحويلي شبيه بالصرع في المريض ذاته).

ونستنتج مما سبق ضرورة الاهتمام بالتعرف على الاضطراب التحويلي وعدم إهماله ، وضرورة إتخاذ موقف متوازن من حيث الوجود الفعلي لهذه الاضطرابات واستقلاليتها عن الأمراض العصبية دون إفراط ومبالغة في تشخيصها ودون تفريط بتشخيص أمراض عصبية أخرى بدلاً عنها .

الأسباب :

بينت الدراسات أن الأعراض التحويلية تظهر بعد ضغوط نفسية معينة وترتبط بها زمنياً . كما أنه يمكن إحداث هذه الأعراض وإزالتها بواسطة الإيحاء .. مما يدل على أهمية العوامل النفسية والاجتماعية في أسباب هذا الاضطراب .

وتتناقض الآراء وتتنوع حول أسباب هذا الاضطراب وبعضهم يعتبر أن هناك اعتلالاً في الجهاز العصبي والدناغ ، وبعضهم يفسر الشلل التحويلي على أنه نتيجة اضطراب عصبي فيزيزلوجي يتعلق بتثبيط الإشارات العصبية الحركية في منطقة المجموعة الشبكية (Reticular system) وبالتالي لاتصل أوامر الحركة للجهاز العضلي . ودراسة ذلك من خلال الاستجابة الكهربائية المحرضة ( Evoked response) غير قاطعة .

كما أجريت دراسات وراثية عائلية ودراسات للتوائم وكانت معظمها سلبية .

والنظريات النفسية متنوعة ويشير مصطلح التحويل ( Conversion) إلى أن المشاعر والانفعالات تتحول إلى أعراض جسمية وفقاً لآليات الدفاع النفسية . ولاندري طبيعة هذا التحول وكيفيته من الناحية الفيزيولوجية . وأكد بعض العلماء أن هذا التحويل إلى الأعراض الجسمية له بعد رمزي ، مثل " أن الصراع النفسي المرتبط بالتعبير عن الغضب والكره تجاه الأب يتم التخفف منه والتعبير عنه بفقدان الصوت وعدم القدرة على الكلام " . وفي بعض الحالات تكون الرمزية واضحة وفي بعضها الآخر تكون تاملية وبعيدة وصعبة التصديق .

وقد لاحظ فرويد أن المرضى يتحسنون عندما يتحدثون عن ذكريات معينة أثناء التنويم الإيحائي مما جعله يتابع البحث عن هذه الذكريات الخاصة الممنوعة والمكبوتة واستخلاصها من خلال التحليل النفسي مما يساهم في تفريغها من الشحنات العاطفية والانفعالية المرتبطة بها ويؤدي إلى التبصر والشفاء .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed