طباعة

أثر الاستقلال السياسي في الإبداع الحضاري

Posted in الثقافة


ولعل من أشد ما يثير انتباهنا, ونحن نتابع الحركة الثقافية والعلمية في العالم، ما لحق هذا الأخير من تسارع جنوني وتحولات دقيقة من أنماط ثقافية إلى أخرى أكثر تعقيدا بفعل ما خولته الثورة المعلوماتية للإنسان من قدرات على اختزال الأزمنة والأمكنة والأبعاد على حد سواء إلى درجة تحولت معها شخصيتنا من حالة المتابعة والانبهار إلى مرحلة الأرق الحضاري من جراء المتاعب التي يتسبب فيها تداخل جهلنا وعجزنا من جهة، وقوة الثقافة الغالبة، الشيء الذي يولد في نفوسنا صدمات خطيرة تزيد من حدة الإعاقة والارتهان الحضاريين، نشعر خلالها بضرورتين متلازمتين: أولاهما مواكبة العصر والاستجابة لمتطلباته, والتفاعل مع التطور, والاستفادة من منجزات العقل العالمي الناهض بدعوى العمل على التقريب بين الزمان الذي يعيشه العالم وامتدادها من جهة أخرى الغربي وبين زماننا؛ وثانيهما الحفاظ على الذات والهوية من الذوبان والانصهار بفعل تلك الاستجابة. ولعل هذه المشكلة هي الأكثر تداولاً بداخل الخطابات العربية والإسلامية المعاصرة, والتي من خلالها يمكن أن نحدد خريطة التصورات الإيديولوجية العاملة بداخل الجغرافية العربية والإسلامية على حد سواء، والتي باستمرار صراعها حول من له الأهلية في التخطيط لمشروع النهوض الثقافي العام سيظل المجتمع رهين تخلفه وانحطاطه، بالرغم من المظاهر المادية الزائفة التي يحاول الظهور بها، لأن الخلل إذا أصاب العقل فإنه لا حاجة بنا إلى الجسد مهما حاولنا تزيينه من الخارج.

الكتلة الثقافية الإسلامية ودورها في تقوية الثقافة العالمة

إن أمننا الثقافي لا يكون بمواجهة الأفراد, من خلال تأليف الكتب أو الرد على الشبهات والبهتان، وإنما بالجماعات التي توحدها هموم هذه الأمة من خلال المؤسسات والمعاهد البحثية التي تتكامل بداخلها الجهود والاجتهادات، حتى تكون للمثقفين والمفكرين القدرة على مواجهة مشاغل العصر واستشراف آفاق المجتمع والتحديات.
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed