طباعة

الإسلام ودعائم التربية والفكر للشباب

Posted in الثقافة

قال الشافعي في ((المختصر)) ((وعلى الآباء والأمَّهات أن يؤدِّبوا أولادهم ويعلّموهم الطّهارة والصّلاة ويضربوهم على ذلك إذا عقلوا، قال أصحابنا: ويأمره الوليُّ بحضور الصلوات في الجماعة وبالسِّواك وسائر الوظائف الدينية، ويعرِّفه تحريم الزّنا واللِّواط والخمر والكذب والغيبة وشبهها))[39] ويجب على الأب أن يلحق ولده بحلق تحفيظ القرآن الكريم ويعلمهم القرآن وفضل قراءة القرآن وأجر من حفظ القرآن كاملاً وقد ترجم لها البخاري في صحيحه ((باب تعليم الصِّبيان القرآن)) لما أخرجه البخاري في ((صحيحه)) من رواية ابن عبّاس رضي الله عنهما عن نفسه فقال:- ((توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم))[40] فيجب أن نعلمهم الحديث والقرآن منذ الطفولة وقد بوَّب البخاري في ((صحيحه)): ((باب متى يصح سماع الصغير))، قال ابن حجر في ((الفتح)):((قوله: ((باب متى يصحُّ سماع الصغير)) وقد أورد البخاري في ((صحيحه)) تحت نفس الباب عن محمود بن الرّبيع قال:- ((عقلت من النّبي صلى الله عليه وسلم مَجَّةً مجّها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو))[41]، قال ابن حجر رحمه الله تعالى: ((وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدَّم، جواز إحضار الصبيان مجالس الحديث، وزيارة الإمام أصحابه في دورهم ومداعبته صبيانهم، واستدّل بعضهم على تسميع من يكون ابن خمس ومن كان دونها يكتب له الحضور، وليس في الحديث ولا في تبويب البخاري ما يدل عليه، بل الذي ينبغي في ذلك اعتبار الفهم، فمن فهم الخطاب سمع، وإن كان دون ابن خمس وإلاّ فلا)) وقال ابن حجر في الفتح ((الظّاهر أنّهم أرادوا بتحديد الخمس أنّها مظنّةٌ لذلك لا أنّ بلوغها شرط لابدّ من تحققه والله أعلم))[42]، وقريب منه ضبط الفقهاء سنّ التمييز بست أو سبعٍ، والمرجّح أنّها مظنّة لا تحديد، ومن أقوى ما يتمسّك به في أنّ المردّ في ذلك الفهم فيختلف باختلاف الأشخاص ما أورده الخطيب من طريق أبي عاصم قال:- ذهبت بابني _ وهو ابن ثلاث سنين _ إلى ابن جريج فحدّثه، قال أبو عاصم:- ولا بأس بتعليم الصبيّ الحديث والقرآن وهو في هذا السّن، يعني إذا كان فَهِمًا، وقصّة أبي بكر ابن المقري الحافظ في تسميعه لابن أربعٍ بعد أن امتحنه بحفظ سور من القرآن مشهورة))[43] وهذه نصيحة ثمينة من الإمام ابن باديس رحمه الله في الحرص على تلقّي العلم في المساجد وتربية الأبناء على ذلك فقال:- ((إذا كانت المساجد معمورة بدروس العلم، فإنّ العامّة التي تنتاب تلك المساجد تكون من العلم على حظّ وافر،

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed