طباعة

مصارعة الثيران رياضة أم ماذا؟؟

Posted in الثقافة

تاريخ ممتد

يعود تاريخ مصارعة الثيران بشكل أو بآخر إلى حوالي عام 2000 قبل الميلاد. فهناك من اللوحات الجدارية الفنية التي تنسب إلى ذلك التاريخ ما يعرض لمصارع يواجه ثورا يمسك بقرنيه ويطعنه في الظهر. وكانت مصارعة الثيران من المباريات الشعبية في روما القديمة، ولكنها لم تتطور تطورا كبيرا إلا في شبه الجزيرة الايبيرية، فالعرب الذي جاؤوا إلى الأندلس في القرن الثامن أدخلوا على المصارعة تحسينات كبيرة فحوّلوها من صراع دموي وحشي لا شكل له إلى مناسبة طقسية ترتبط بأيام المهرجانات والمناسبات العامة التي يواجه الفرسان فيها الثيران ويقتلونها.

وفي أثناء عهد الملك فيليب الثاني في القرن السادس عشر أصدر بابا الفاتيكان بيوس الخامس حظرا على مصارعة الثيران معتبرا إياها رياضة دموية غير متكافئة. ولكن الأسبان تجاهلوا الحظر البابوي وواصلوا إقامة مباريات المصارعة مما اضطر البابا إلى إلغاء المرسوم بمنع المصارعة عملا بنصيحة الكاتب لويس دو لين الذي قال "إن حب مصارعة الثيران يجري في دم الشعب الأسباني، ولا يمكن منع المصارعة دون التسبب بوقوع مشكلات كبيرة."

وشيئا فشيئا تخلت الطبقات الأرستقراطية عن المصارعة كلون من ألوان الترفيه عن نفسها، فتلقفتها الطبقات الشعبية ومارستها بحماسة شديدة، معتبرة إياها رمزا من الرموز الثقافية الأسبانية.

ولم يطرأ على مصارعة الثيران التي نعرفها اليوم تعديلات كثيرة منذ حوالي عام 1727 عندما استحدث فرانسيسكو روميرو في مدينة روندا الأسبانية استخدام السيف في قتل الثور. وتحول روميرو من إنسان بسيط إلى أسطورة تتغنى به الأغنيات الشعبية حتى اليوم. ويذكر التاريخ أيضا مصارعين آخرين ساروا على خطى روميرو من أمثال رفائيل مولينا وبيلمونتي ومانوليتي الذين دفعوا بمصارعة الثيران إلى مستويات عالية من النضج، وساهم كل منهم في جعل المصارعة على ما هي عليه اليوم في الدول الناطقة بالأسبانية وفي فرنسا والبرتغال.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed