طباعة

مفهوم الدين بين الفكر الإسلامي والمسيحي

Posted in الثقافة

- الهدف نفسي وعاطفي: يضطلع الدين بوظيفة سامية في تلبية حاجات نفسية وعاطفية، فالطقوس الدينية والشعائر التعبدية التي يقوم بها المتدين لها أبلغ التأثير في تلبية هذه الحاجات، وفي هذا الإطار تتبلور المواضيع الكبرى للدين كالعبادات والطقوس الدينية.

تولى الاهتمام بهذا الهدف بشكل خاص علم النفس الديني الغربي، ومع تقديمه لمادة غزيرة خاصة في بيان حاجة المتدين الملحة لإشباع حاجاته من خلال قيامه بالطقوس الدينية فإن الفكر الغربي نظر إلى الدين باعتباره النفعي من حيث إشباعه لأغراض نفسية. وتغاضى عن المعيار القيمي الذي يميز الدين.

- فكري عرفاني: يسعى المتدين إلى التطلع إلى اليقين البرهاني والساكن النفس إلى العقد الإيماني في اعتلاء العروة الوثقى؛ فيسمو سره على القدس لينال من روح الاتصال20.

ومن أشهر من عبر عن هذا الهدف الذي يرجى من الدين هيجل الذي عرف الدين بقوله: إنه المعرفة التي تكتسبها النفس المحدودة لجوهرها كروح مطلق. ويدلل هيجل على فكرته على أساس أن كل الديانات إنما تتطلع إلى تحقيق اتحاد الألوهية بالإنسانية، وبناء على ذلك فإن تنوع الديانات في نظر هيجل كأنها مرت بأطوار تدريجية لتحقيق هذه الوحدة حتى نصل إلى المسيحية التي تجسِّد هذه الوحدة فهي قمة البناء21.

والمؤكد أن الدين في تاريخه الطويل ظل بجانب الإنسان يمده بإجابات على الأسئلة ليشبع نهمه المحيرة والمتعلقة أساسا بنفسه وبالعالم، يتضح ذلك جليا في الديانات السماوية الكبرى. لقد أجاب الدين على أسئلة كثيرة طالما شغلت الإنسان وأقَضَّت مضجعه، ومع سذاجة الإجابات في بعض الديانات البدائية لا تدعو مطلقًا إلى الاستخفاف بالدين ومع ما قدمه الدين من مضمون فكري أو عرفاني فإن هذا كله لا يعبر عن مخزون الدين كله وإلا اعتبرت الفلسفة دينا.

إذن لا يمكن التعويل على التعريفات المسيحية الغربية للدين؛ لأنها مبنية على الشعور النفسي والإحساس الداخلي، فهي إما غير علمية وإما ناقصة ومتحيزة للنموذج المسيحي لا تستطيع أن تفلت منه، وهي بذلك لا تفي بالغرض، وهذا ينطبق على مصطلحات دينية لم يستطع الفكر الغربي الإلمام بمضمونها، وسبر أغوارها كالوحي والنبوة والعرفان ونحوها.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed