طباعة

هل يشكل المثقفون طبقة؟

Posted in الثقافة


فالمثقف، و بهذا المفهوم الذي عرضناه، إذا لم يكن خبيرا بالقيم الإيجابية و السلبية، و متتبعا للحركة الثقافية على المستويين الخاص و العام، و متشبعا بالقيم الناتجة عن استيعاب المواثيق الدولية المتعلقة بالحقوق العامة، و بالحقوق الخاصة، و مستفيدا من تجارب الشعوب الثقافية المختلفة، لا يكون قادرا على المساهمة الفعالة في محاربة القيم الثقافية السلبية، و في العمل على بناء منظومة القيم الثقافية الإيجابية، أي انه لا يستطيع بناء وعي ثقافي متقدم و متطور، و يخدم عملية التقدم الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و السياسي في الاتجاه الذي يخدم حركة التاريخ.
الطبقة
ماذا نعني بمفهوم الطبقة ؟ و هل تتحدد على أساس اقتصادي ؟ أم على أساس اجتماعي ؟ أم على أساس ثقافي ؟ أم على أساس سياسي ؟ أم على أساس عرقي ؟ أم على أساس لغوي ؟ …
إننا عندما نرجع إلى العديد من الكتابات القديمة سنجد أن العديد من الدارسين يستعملون كلمة طبقة استعمالا غير علمي كما نجد ذلك في العديد من العناوين التي تحملها العديد من الكتب مثل "طبقات فحول الشعراء" و "طبقات النحويين" و هكذا … و هؤلاء الكتاب القدماء معذورون، لأن المعرفة العلمية الدقيقة كانت غائبة. و لأن تحديد المصطلح لم تكن واردة أبدا عندهم. و لكن عندما يتعلق الأمر بالكتابات الحديثة/المعاصرة. فإن الكتاب لا يعذرون في عدم تحديد دلالة المصطلح الذي لا يكون إلا علميا، حتى و إن كان هذا الاستعمال حاصلا في المجال الثقافي، أو الفكري، أو الإعلامي، أو السياسي، لأن مشكلتنا القائمة في واقعنا الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و السياسي هي غياب الدقة في المصطلحات المستعملة و لأجل ذلك نجد أن الدقة تقتضي :
أ – تحديد التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية المستهدفة بالتحديد الطبقي. هل هي التشكيلة العبودية ؟ و هل هي التشكيلة الإقطاعية ؟ هل هي التشكيلة الرأسمالية ؟ و هل هي التشكيلة الاشتراكية ؟ حتى نتبين طبيعة العلاقة التي تحكم تحديد مفهوم الطبقة.

ب- تحديد طبيعة الإنتاج السائد، و هل هو الإنتاج العبودي ؟ هل هو الإنتاج الإقطاعي ؟ هل هو الإنتاج الرأسمالي ؟ هل هو الإنتاج الاشتراكي ؟ حتى نتعرف على الوسائل المعتمدة في الإنتاج.

ج- تحديد العلاقة بوسائل الإنتاج، و هل هي علاقات عبودية ؟ هل هي علاقات إقطاعية ؟ هل هي علاقات رأسمالية ؟ هل هي علاقات اشتراكية ؟ لأن العلاقة بوسائل الإنتاج تلعب دورا أساسيا و حاسما في التحديد الطبقي الذي يعتبر دورا أساسيا في تحديد المفهوم تحديدا دقيقا.
و انطلاقا من مظاهر الاقتضاء هذه، فنحن عندما نقدم على تحديد التشكيلة الاجتماعية المستهدفة، و تحديد طبيعة الإنتاج في تلك، و تحديد العلاقة بوسائل الإنتاج، فإننا نجد أنفسنا مباشرة أمام مفهوم علاقات الإنتاج الناتجة مباشرة عن العلاقة بوسائل الإنتاج. هل هي علاقة بملكية تلك الوسائل ؟ أم أنها علاقة بتشغيل تلك الوسائل ؟ و بالتالي فالمالكون لوسائل الإنتاج ينتمون إلى الطبقة المستغلة (بكسر الغين) أما المشغلون لوسائل الإنتاج فينتمون إلى الطبقة التي يمارس عليها الاستغلال. و انطلاقا من العلاقة بوسائل الإنتاج تتشكل علاقات الإنتاج التي تميز كل تشكيلة اقتصادية اجتماعية. و لذلك نجد أن الطبقة المالكة لوسائل الإنتاج تجمعها مصالح مختلفة عن مصالح الطبقة المشغلة لوسائل الانتاج، و هذه المصالح هي التي تقف وراء تشكل إيديولوجية الطبقة التي تدفع في اتجاه تنظيم أوعى عناصر تلك الطبقة في حزب سياسي معين يقوم بتنظيم حركة تلك الطبقة في اتجاه الوصول للسلطة.
و بناء على ما سبق فالطبقة لا تكون إلا اجتماعية و لا تبنى إلا على أساس العلاقة بوسائل الإنتاج التي تنبني على أساسها المصالح الطبقية المعبر عنها بواسطة الإيديولوجية، و المتجسدة في المصالح الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية،
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed