طباعة

الفلوس والنفوس

Posted in المجتمع

وهذه المنشآت يديرونها هم بأنفسهم , وكل شئ فيها يجري تحت أعينهم , وعوامل المكسب والخسارة غالبا لا تكون فجائية , ولكن يعيب هذه الإستثمارات أن عائدها محدود نسبيا , وتحتاج إلى إشراف مباشر من صاحب المال وتحتاج لخبرة ربما لايملكها صاحب المال , كما أنها ربما لاترضي طموح الأشخاص الذين يرغبون في تحقيق ثروات كبيرة في زمن قياسي من خلال المساهمة في المشروعات الكبيرة أو العملاقة .

ويتعب كثيرا ويخسر من يتعامل في البورصة وهو لا يعرف طبيعتها , فمثلا من أساسيات البورصة حالات الصعود والهبوط , فالبورصة ليست للمكسب فقط بل للخسارة أيضا , وأن تاريخ البورصة يقول بأن حالات الهبوط مهما كانت شديدة إلا أنها بالضرورة مؤقتة وسيتبعها حتما حالات صعود مرة أخرى . والبورصة شديدة الحساسية للأحداث سواء كانت أحداثا اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية , وبما أن الأحداث مؤقتة وعابرة في أغلبها , وأن الحياة تسير وتتطور رغم تلك الأحداث إذن فالبورصة أيضا تعلو وتهبط ولكنها في النهاية تسير , وغالبا يكون مسارها في الصعود بشكل عام رغم الهبوطات الطارئة من وقت لآخر , وهذه طبيعة الحياة عموما , والبورصة جزء من الحياة .

إذن لو حاولنا أن نلخص طبيعة البورصة في كلمات قليلة نقول هي : التقلبات , الغموض النسبي , المفاجآت , تعدد العوامل المؤثرة , ضعف السيطرة , الحاجة لاتخاذ قرارات مهمة في وقت قياسي رغم قلة المعلومات المتاحة , احتمالات المكسب والخسارة طول الوقت . وهذه السمات المميزة للبورصة تجعل بعض الناس ينظرون إليها على أنها ليست استثمارا شريفا بل نوع من المقامرة .

نظريات الإستثمار وأنواع المستثمرين:

ينقسم المستثمرون إلى نوعين طبقا لما يتبعوه من نظريات الإستثمار :

1 – المستثمرون الذين يتبعون نظرية التوقع والإحتمالات :Prospect Theory Investors

وهؤلاء يقيمون خياراتهم على أساس احتمالات المكسب والخسارة نسبة إلى نقطة مرجعية معينة , فهم يقبلون السوق بطبيعته , ويضعون نقطة مرجعية يصعدون ويهبطون وأعينهم على هذه النقطة , ويحسبون ناتج المكسب والخسارة معا انطلاقا منها ورجوعا إليها , وبالتالي فهم يتحركون مع السوق صعودا وهبوطا دون فزع لأن أعينهم على الناتج النهائي للمكسب والخسارة , باختصار شديد هؤلاء الناس يتميزون بأنهم يعتبرون المكسب والخسارة أحداثا عادية في البورصة ويتعاملون على هذا الأساس , ويفيدهم هذا في أنهم لا يقلقون كثيرا ولا يضطربون في حالات الخسارة . وبناءا على هذه الرؤية فهم أكثر المستثمرون قبولا للدخول في مغامرات محسوبة , لأنهم يحتملون رؤية المنحنى في صعوده وهبوطه طالما أن الناتج العام قياسا إلى النقطة المرجعية في صالحهم على المدى الطويل . وهؤلاء المستثمرون لا يكتفون بقراءة البيانات المالية وكشوف حسابات الشركات , بل يقرأون أيضا الظروف السياسية , والتغيرات الإجتماعية , والتحولات النفسية , والتقلبات المناخية , والأحداث الكبيرة المؤثرة , وهذا يمنحهم رؤية استراتيجية بعيدة المدى .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed