يعتبر من سابع المستحيلات هذه الأيام أن تمر نشره إخبارية دون أن تحتوي أخبار قتل أو تفجيرات في بلد عربي. فقد أصبحت التفجيرات والمظاهرات ومناظر الأشلاء المتناثرة بين حطام السيارات و أنقاض البيوت أو المباني المدمرة مناظر و أخبار عادية تألفها الأذن والعين العربية. ويأتي العراق و فلسطين في مقدمة الدول العربية التي يحدث بها القتل والتدمير، وقد انضمت لهما…
إقرأ المزيد... البوابة
التعامل مع الشدة النفسية
الصفحة 2 من 7
اليوم لا يواجه الناس المخاطر نفسها التي كانوا يواجهونها في الماضي البعيد، مثل العراك مع الحيوانات المفترسه لحماية عائلاتهم. غير أن الناس يواجهون أوضاعاً تجعل أجسامهم تستجيب بصورة مشابهة، فيتزايد عدد ضربات القلب ويرتفع ضغط الدم ويزداد توتر العضلات ويحدث التعرق. وهذه الاستجابات العاطفية والجسدية تساعدهم على الاستعداد لمواجهة الصعوبة من خلال زيادة تركيزهم ومن خلال غير ذلك من وظائف الجسم.
بعد التغلب على التحدي، يسترخي الجسم وتعود ضربات القلب وضغط الدم وتوتر العضلات إلى وضعها الطبيعي. وهذا يعطي الجسم فرصة لاسترداد عافيته، ويجعل الشخص يشعر براحة نفسية لأنه تغلب على التحدي.
يشعر الناس بشيء من التعرق والتزايد في ضربات القلب قبل الظهور أمام الجمهور أو قبل الامتحان، وهذه ميزة تساعدهم على النجاح. تدعى هذه الحالات "تحديات" أو "شدات نفسية جيدة"، أو "شدات نفسية حادة".
وحين تكون الحالات التي تسبب استجابات الشدة الجسدية أو العاطفية حالات مستمرة أو حين يظن الإنسان أنها مستمرة، فإن الجسم لا يحصل على فرصة للاسترخاء. وهذا يسبب توتراً عضلياً مستمراً ومعدة "مشدودة". وهذه الحالة تدعى "شدة نفسية سيئة" أو "شدة مزمنة".
مخاطر الشدة النفسية
إن الشدة النفسية المزمنة التي لا تنتهي يمكن أن تؤدي إلى العديد من الأمراض. يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وهذا يمكن أن يقود إلى مشاكل قلبية بما فيها النوبات القلبية.يمكن أن تؤدي الشدة النفسية أيضاً إلى صداع الشقيقة وإلى ألم الظهر والقرحة وإلى الإصابة بالسرطان أحياناً.
تربط دراسات عديدة بين الشدة النفسية وضعف الجهاز المناعي. إن الجهاز المناعي مسؤول عن مقاومة الأمراض والجراثيم التي تغزو الجسم. وغالباً ما يقع الشخص الذي يعاني من شدة نفسية مزمنة، ضحية المرض جراء ضعف جهازه المناعي.
قد يحاول الناس الذين يعانون من شدة نفسية مزمنة التخفيف عن أنفسهم باللجوء إلى تعاطي المحظورات من المخدرات أو إلى التدخين. وقد يبدو أن المنشطات تخفف من وطأة الشدة النفسية، لكن مفعولها لا يدوم إلا لوقت قصير. وما يحصل في النهاية هو المزيد من التدهور لأن الشخص يصبح مصاباً بالإدمان والشدة النفسية معاً.