طباعة

عندما ينتصر الشعر قراءة تحليلية في ديوان ''التي في خاطري''

Posted in الثقافة

فهل ياترى أثّرث هذه العلاقة بين الداخل و الخارج على جمالية الديوان و فنيته الأدبية؟ هل نجح "حسن حجازي" في تذويب الشعري في السياسي؟ وهل الانشغال بالهم السياسي أصاب الكتابة الشعرية داخل الديوان بتحجّر و تعقّد الفعل الإبداعي؟ ثمة من يقول أنه كلّما اشتغل الشاعر بالسياسي, كلّما كفّت نصوصه عن أن تكون شعرا... هذا ربما يكون صحيحا إلى حدّ ما, إذا كان الهم السياسي هو المتحكم في لحظة الإبداع و الإلهام, إلا أن الأصح هو أن يكون الشعر من يجتذب الواقع السياسي و هي استضافة لايمكنها أن تتحقق إلا إذا فتحت الذات الشاعرة معابرها نحو اللغة. والشعر بغض النظر عن النظرية الآنفة الذكر, يبقى دائما أكبر و أسمى من أي حدث, تاريخيا كان أم سياسيا, والصلة بينهما تبقى قائمة دائما على التعارض و الصراع و هي معادلة توفَّقَ في حلّها الشاعر داخل ديوانه عندما تبنّى لترتيب قصائده استراتيجية فنية, اتبعت المنهج الهرمي الانفراجي, أي أنه بدأ من القمة و انفرج كلّما اقترب إلى القاعدة, أو بتعبير آخر, بدأ بالنصوص ذات المواضيع التي هزّت المواطن المصري بشكل أشد إيلاما وحدّة, كقضية "الدويقة" و "المعابر" و "غزة" و" القدس" كي يتطرّق بعد ذلك إلى تلك التي تبشر بالأمل و الفرج كالقصائد التي خصصها إلى "طابا" و يبلغ الانفراج ذروته حينما يختم ديوانه بقصائد حب في غاية الجمال و الرومانسية. وحدها هذه الاستراتيجية تُظهر للقارئ بأن الشعر دائما هو المنتصر و هو الذي عليه أن يحلّ مشكلة الصراع بين الإبداع الأدبي و الحدث السياسي بشكل يجعل الحدث هو الخاضع للشعر و ليس العكس و هذا ما تشهد به بعض من قصائد الديوان الأخيرة حينما يقول الشاعر في أروعها, "التقويم" :

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed