طباعة

هل اتخاذ الصورة معيارًا شرك؟

Posted in الثقافة

وتذكروا معي حَديث عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه، قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَفِى عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ. فَقَالَ « يَا عَدِىُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الْوَثَنَ ». وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ في سُورَةِ بَرَاءَةَ (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) قَالَ « أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ». وفي رواية أخرى عَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَفِى عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ. قَالَ:« أَجَلْ وَلَكِنْ يُحِلُّونَ لَهُمْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيَسْتَحِلُّونَهُ وَيُحَرِّمُونَ عَلَيْهِمْ مَا أَحَلَّ اللَّهُ فَيُحَرِّمُونَهُ فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ لَهُمْ»، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا هو ما تفعله الصورة اليوم وسمحنا لها بذلك، ودون أن ندري أصبحت الصور تحدد لنا ما هو الجميل وما هو القبيح وأصبحنا نحاول تطويع خلق الله الذي ائتمننا عليه وهو الجسد، لصورة صنعها البشر وهي بمثابة الفخ السحيق! فهل أصبحنا نعبد الصورة؟

وإذا اعتبرنا أن حجاب جسد المرأة المسلمة يحميها إلى حد كبير من السقوط في دوامة أن يكون لها حضور اجتماعي يشترط فيه "الجسد الاجتماعي Public Body" المطابق للمقاييس، فهذا حال المسكينات في الغرب وكثيرات من المسكينات عندنا، ولعل هذا ما أشرنا إليه في مقال: رؤية المرأة لجسدها من منظور اجتماعي، إلا أنني أتساءل في هذا المقال عن المسلمة الملتزمة بالحجاب، بحيث يكونُ الحضور الجسدي (المكشوف) حضورا على المستوى الخاص لا المستوى الاجتماعي حضورا بينها وبين زوجها، من سيحمي هذه الملتزمة من تأثير الصورة/النموذج/الوحيد/ للجسد الأنثوي الجميل في وعي وتقييم زوجها وفي وعيها هي وتقييمها هي لذاتها؟؟؟ وأنا أتكلم من واقع خبرةٍ عملية مع مريضاتي، وأنا أرى كل يوم معذبة بعلاقتها مع جسدها ومأكولها بسبب محاولة تطويع جسدها لأن زوجها (المتدينَ الملتزمَ في كثير من الأحيان) يريدا جسدا مثاليا كالذي في الصورة!، وغالبا ما تكونُ هي نفسها حاملة لنفس الأفكار والتطلعات، وكأننا جميعا نسينا أن لجسد كل واحدٍ منا مثلما لنفسه حقا عليه، منه أن يحسن استعماله والتعامل معه ونفس الحقوق للنفس، فلا يجلدهُ ولا يجلدها، ولا يتخمه ولا يتخمها (كي لا نتهم بأننا نشجع الكروش المتدلية أو الأجساد المترهلة)،

وإنما يلتزم الاعتدال مع الجسد والنفس لأننا قوم وصفهم ربهم بقوله تعالى"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً" صدق الله العظيم، (البقرة: من الآية143)، ولنتذكر الحديث الشريف: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله لا ينظرُ إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظرُ إلى قلوبكم" صدق رسول الله عليه الصلاةُ والسلام أخرجه مسلم في صحيحه، نسأل الله جمال القلب والقالب، حقيقة الأمر إذن أننا نحتاج إلى الرضا فهل الرضا ممكنٌ في عالم الصورة؟ وكيف يكونُ ذلك؟ وهل اتخاذنا الصورة، التي صنعناها بمعاييرنا نحن، معيارا نطوع -أو نحاول تطويع- ونصنف -بلا أدنى عدالة- صنع الله على أساسها هل في ذلك شيء من شرك؟؟ هذان سؤالان في منتهى الجنون أطرحهما على مجانين في انتظار استكمال الإجابة معكم، فأجيبوني.

 

 

المصدر : موقع مجانين

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed