طباعة

الزمن قراءة تحليلية موجزة

Posted in الثقافة

 

أما مارتن هيدجر (1889-1976) الذي سعى بفلسفته الوجودية أن يربط الكينونة بالزمان لكي يبرهن على محدودية وتناهي الأنا الفردية عند الإنسان. إذ حسب رأيه أن الكينونة لا يمكن أن يكون لها كيان مستقل عن باقي الكائنات الأخرى والتي إنكشفت في الزمان عبر تحققها في الكائن. ومن خلال هذا التلازم وجِدتّ الكينونة وظهرت في الزمان، إنه الإرتباط الوثيق بين الكينونة والزمان. فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي بمقدره أن يفهم الكينونة، لأنه يستطيع إستحضارها باللغة والكلام والفن والأدب. 
وفي هذا الصدد يكتب هيدجر قائلاً: "أن الكينونة توجد ككيان في كينونتها، وهي مصدر نفسها. إنها في مقدمة مستلزمات نفسها قد أمتلكت مشروع نفسها. وهي عندها إمكانياتها قبل أن تستمر إلى أي مراعاةٍ مجرد لنفسها. وفي مشروعها تكشف عن نفسها كشيء ما مرمياً. إنها مرمية ومستسلمة في هذا "العالم"، وقد سقطت في قلقها التام"24. وأن "الزمان يجعل نفسه عاماً إلى الكينونة–في–العالم. لكن الحاسة في أي وقت "تكون" إن هي تكون ضرباً عاماً واضحاً، وتبقى محدودة تماماً إذا هكذا زمن أٌعتبر كوجود فعلاً... وعندما الزمان يكون عاماً، فإن هذا لا يحدث غالباً ومتوالياً. بل على العكس، فالكينونة كشيء ما منتشية زمنياً تكشف عن فحواها، لأن الفهم والتأويل كلاهما تابعان إلى الوجود، وإن الزمان جعل نفسه شأناً عاماً"24.

الجانب العلمي

أن ما قام به ديكارت من التفسير الآلي للوجود والنظر إليه بإعتباره واقع فيزياوي تجري فيه الأحداث المادية ضمن القوانين المسيطرة عليه والتي بوسع الإنسان إكتشافها وتسخيرها لمصالحه، قد مكنت أسحق نيوتن (1642-1727) أن يسهب أكثر في مجال علم الفلك والآلية والجاذبية، وأن يضع تصوراته عن المكان والزمان وتعميمهما بشكل نهائي على الوجود،  فأخذت منعطفاً علمياً خطيراً رسخت أكثر مبادىء العلم الحديث. فلقد أعتبر نيوتن أن المكان والزمان لهما وجود موضوعي حقيقي منفصلان به عن المادة المتحركة وعن بعضهما الآخر أيضاً. وبذلك لهما وضع مطلق.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed