طباعة

الزمن قراءة تحليلية موجزة

Posted in الثقافة

وفي المفهوم الفيزياوي المعاصر، أن الوجود الكوني قد إتخذ منعطفات جديدة لاسيما في النظرية الكمية والنظرية النسبية. فالأولى تنص على أن المادة يجب أن ينظر إليها كشيء واحد يحتوي على: الطاقة والزخم الدوراني والشحنة. إذ أن المادة لا تتخذ قيمة صغيرة تكون ذات صلة بشكل عشوائي، بل أنها تأخذ قيمة تكون متقطعة وليست متصلة. كما وأنها تزداد أو تنقص بحسب الإمتصاص أو الإشعاع الذي يكون في قيم متقطعة. ومن هذا المنطلق تقدم النظرية الكمية رؤيتها عن الوحدة الأساسية للكون. فليس هناك تجزئة كونية منفصلة وفق كيانات صغيرة  مستقلة بذواتها، وما يترتب على ذلك من حركة ومكان وزمان. وإنما هو كون متكون ضمن شبكة معقدة من العلاقات التي ترتبط بين مختلف مكوناته أو أجزائة. وكلما نسبر غور المادة كلما يتبين لنا الطبيعة أن الكون لا يتألف من أجزاء منفصلة، بل وحدة متماسكة الأجزاء.
ويقول أحد أقطابها نيلز بور (1885-1962) أنه يتوجب علينا أن نحد من وصفنا إلى الأحداث الطبيعية وذلك وفق مبدأ السببية في المكان والزمان. فهو يعتبر السببية تكون جزءاً تكميلياً إلى وصف المكان والزمان وفق تنامي أحدهما إلى الآخر ضمن محتوى التجارب. أما ماكس بورن (1882-1970) يرى أن ما نضعه من صور وفرضيات فيزياوية عن الوجود فإنها ليست نتاج تمخض عن خيال حر وإنما لها محتوى للواقع الموضوعي، حيث أنها تمثل وجود "أشياء حقيقة". أما الذهن والأحاسيس والمشاهدات فهي مجرد إثبات إلى الواقع الموضوعي ليس إلا.
ويذهب ألبرت آنشتين (1879-1955) في نظريته النسبية معتبراً أن الصفة الإحصائية في النظرية الكوانتية لا يمكن أن يؤدي إلى تطور فيزياوي عن مفهوم الوجود. وأكد بالإمكان أن نضع نظرية يكون بمقدورها التعبير عن حركة الجسم المنفرد وذلك وفق الدالة المتصلة بالمكان والزمان. لأن حركة المادة تكون خاضعة إلى القوانين الموضوعية التي تتحرك بها. وفي نظريته النسبية الخاصة التي وضعها عام 1905 دحض آنشتين نظرية نيوتن تجاه المفاهيم التقليدية في قوانين الحركة المادية، حيث أفترض ثبات سرعة الضوء ثم عمم مفهوم النسبية عند غاليلو (أن جميع القوانين الآلية تبقى هي هي في كل المراجع القصورية) لكي يشمل كافة قوانين الفيزياء.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed